طنجاوي - حفصة ركراك
ناقش متخصصون ومقاولون، عشية أمس الثلاثاء، بقاعة الندوات بـ "تكنوبارك"، الإمكانيات والسبل التي تيسر عملية إدماج المعاقين ذهنيا إلى سوق الشغل، لمحاربة التهميش الذي يعانونه، باعتبارهم فئة من المجتمع، لها تطلعاتها وطموحاتها وأحلامها وحماسها للعمل وتطوير الذات.
وعبرت متخصصة في علم النفس ومسؤولة Atento، في الندوة التي نظمتها جمعيتا Rotray وأطفال الجنة، أنها تفتخر بإحياء اليوم العالمي لمتلازمة "داون 21، وسعيدة لكونها تتحدث مع من يشغلهم نفس الهدف، وركزت فرح في مداخلتها على دعوة المهتمين للتعامل مع سيكولوجية المريض ودراستها وتحليلها وتربيتها، وذلك مخافة أن تتحول إلى إحباط واكتئاب، والمعاملة قد تقتصر على عدم تهميش المريض، ودمجه في المجتمع والاعتراف بقدراته وإبداعاته والتعريف بها حتى يحس بفاعليته داخل محيطه وبيئته، وأضافت الأخصائية أن المشكل الخطير يكمن في تلك الأحكام المسبقة التي تحكم تصوراتنا تجاه المعاق ذهنيا، ما يجعلنا نضعه في دائرة التهميش واللامبالاة.
وأجمع الباحثون في الندوة التي نُظمت تحت شعار "الإدماج المهني للأشخاص في وضعية إعاقة ذهنية، أي مستقبل؟"، على أهمية إشراك هذه الفئة في الحياة الاجتماعية والعملية، مع الإشادة بدور الجمعيتين اللتان دأبتا على التشخيص والتدخل المبكر لحديثي الولادة والأطفال الذين يعانون من اضطرابات ذهنية، ومتابعة تمدرسهم وإكسابهم الاستقلالية الذاتية والاندماج في المحيط الاجتماعي، بالإضافة إلى التنسيق والتبادل مع الهيآت والمنظمات والجمعيات ذات الاهتمامات المشتركة على الصعيد الوطني والدولي، وتقوم أيضا بالإرشاد والتوجيه والتكوين المستمر للأسر المعنية، حيث سجلت إحدى الجمعيات انخراط العديد من مستفيديها في سوق الشغل بعدد من الشركات والمقاولات داخل المدينة.
وعرفت الندوة شهادات بعض الحالات في وضعية إعاقة ذهنية، استفادوا من خدمات الجمعية، التي أهلتهم للولوج إلى مناصب شغل في كل من شركةFromagerie Bel و مركز الاتصال Atento، حيث أكدت جميلة فايز مديرة الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات، في نفس السياق، أن الوكالة تعمل على تنظيم تكاوين خاصة بهذه الفئة، تأهلهم لوصل مناصب الشغل، من قبيل إجراء المقابلات المهنية وكتابة السير الذاتية وتقنية البحث عن فرص جديدة.
ورغم كل هذه المجهودات، إلى أن المتدخلين في الندوة، نوهوا بهذه المبادرة، وسجلوا أن الجمعيات تحتضن الفئات الميسورة، بينما الفئات الفقيرة تبقى مهمشة، بواقع أليم ومستقبل غامض مجهول، في ظل ضيق ذات اليد، حيث طالبوا الجهات المعنية بوضع خطة تدمج هؤلاء أيضا في المجتمع، وتدفع بهم لتحقيق ذواتهم عبر الالتحاق إلى سوق الشغل كغيرهم من المواطنين.