أخر الأخبار

كويمن يكتب: سياسة الاستهلاك..

محمد كويمن

إذا كان حزب المصباح، بعد توليه مهمته الجديدة في تدبير الشأن المحلي لطنجة، صار مسؤولا عن تأزم النشاط الاقتصادي بالمدينة، وسببا في إصابة قطاع التعمير بالشلل، وصاحب الزيادات الجبائية،بل أضحت تنسب له كل الكوارث التي يشتكي منها السكان منذ القرن الماضي، ومطالبا بإيجاد حلول عاجلة لها بحكم موقعه الجديد، ولعل ذلك قد يبدو طبيعيا ومن ضريبة تحمل المسؤولية، لكن أين الأحزاب الأخرى؟..

فالواقع الذي لا يمكن إنكاره، أن هناك اليوم حزبا، يعترف له خصومه بأنه الأكثر تنظيما على مستوى هياكله وقواعده، ولازالت مناعته قوية في مواجهة صراعاته الداخلية، ونتائجه الانتخابية تؤكد على أنه يتقوى في غياب منافسين حقيقيين قادرين على تحقيق المطلوب على المدى القريب والمتوسط، طبعا وفق ظروف عادية بدون تأثيرات جانبية، فالبام الذي يحاول أن يكون حزبا قويا ولو في الظاهر، يسعى جاهدا لتنفيذ مهمته الخاصة بوقف زحف المصباح، وطنجة من بين أهم نقط التجارب الأساسية التي تم اعتمادها، إلا أن كل المؤشرات لا تعكس طموحات التراكتور في بناء هياكل حزب قوي بالجهة التي يترأسها الأمين العام لنفس الحزب. وتجلى ذلك خلال مؤتمره الجهوي الأخير في ضيافة مركز يحمل اسم صاحب كتاب التعليم الأولي إقرأ، حيث كان كل شيء جميل داخل القاعة، ترتيبا وتأثيثا وإخراجا، لكن حين حضر الأمين العام عجز أنصار الحزب عن ترديد "تحية نضالية للقيادة الوطنية"،وظل أحد الشباب يحاول جاهدا ترديدها على مسامع الحضورمستعينا بمكبر الصوت أثناء تقديم شخصيات الحزب، أين التنسيقيات والشبيبات الجهوية؟، وقد علق على ذلك أحد الأشخاص بأن النضال داخل البام له تكلفة مالية أو عينية، فلا سبيل للنضال بدون مقابل، ضروري من إن وأخواتها..، وهذه عقدة خطيرة في منشار الحزب..

والأمر لا يختلف كثيرا بين باقي الأحزاب، التي تقاوم من أجل استمرار تواجدها ضمن دائرة المشهد السياسي بالمدينة، فحزب الحمامة بدوره يحاول تجميل صورته محليا، لكنه تخلص من زعيمه الجهوي دون أن يتخلى عن تركته، بل أكثر من ذلك حين استعد الحزب للمرحلة الأخنوشية، راهن من جديد على نفس الوجوه الانتخابية "المغرر" بها من قبل العمدة السابق، التي كانت بالأمس مهددة بالطرد، بعدما أدت دورها بكل إخلاص وأمانة، حاملة شعار "وافا كاش"، لتعود إلى عش الحمامة سالمة غانمة، والطريف في الأمر أنها ستسعى هي أيضا لمواجهة المصباح بتنسيق مع أهل التراكتور، وطبعا ما يثير الكثير من الخلط، الذي يميز دوما سياستنا الاستثنائية، أن تجد بعض "القيادات" المحلية لحزب المصباح تمارس نفس النفاق السياسي، والكولسة على موائد المقاهي والمطاعم، بدعوى أن الحزب لا يجب أن يبقى معزولا، ومشاهد صراعات الأغلبية والمعارضة لا يجب أن تتجاوز مجالس الدورات، ربما صالحة للاستهلاك فقط، وهو ما يستدعي التدخل لحماية حقوق المستهلكين..

إنها في نهاية المطاف سياسة الاستهلاك، فهم يمارسون السياسة، والسياسة هي ما يقومون به، فهل هناك من يعلم أصول اللعبة السياسة أكثر منهم، حاشا... فقط استهلك بلا ما تهلك..

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@