طنجاوي*
تخيلوا معي ولو لحظة أن سياسي عقب اختياره رئيسا للحكومة مازال نائما بمنزله حيث يسكن، يحي جيرانه كما يفعل كل صباح. شخصية كريزماتية، قامت برفع أسعار المحروقات وسن التقاعد، وحتى بعد ذلك، ارتفعت عدد أصوات الناخبين الذين صوتوا عليه.
إنه عبد الله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي حصل على 107 مقعدا في الانتخابات التشريعية لسنة 2011، و125 مقعدا بعد خمس سنوات، حتى بات يطلق عليه "ميسي الانتخابات".
ضيع بنكيران ضربة الجزاء حينما كلفه الملك محمد السادس بتشكيل حكومة ائتلافية، والتي عجز عن إدارتها طوال مدة خمسة أشهر. وبموجب الحق الذي يخوله له الدستور، قام الملك محمد السادس بعزله، وأمر بتنصيب أخر من داخل نفس الحزب ليكون الطبيب النفساني سعد الدين العثماني.
ابتلع هذا الأخير ، وفي أقل من أسبوع، الضفدع الذي رفض بنكيران أكله طلية خمسة أشهر ألا وهو إدخال الاشتراكيين في حكومة ائتلافية تشكلت من ست أحزاب حيث ستُضَعف فيها السلطة التنفيذية للبيجيدي.
وسيعلن الأحزاب الستة، في غضون هذه الأيام، عن توزيع الحقائب الوزارية، مع العلم أن، القصر الملكي سيواصل الرقابة على السياسة الخارجية وقوات الأمن و القطاعات الرئيسية المتعلقة بالاقتصاد ووسائل الإعلام.
وبنكيران! ماذا سيعمل؟ مبدئيا، سيضل الأمين العام للحزب، وعلى هذا النحو، سيتم تعينه في إحدى الوزارات التي ستأتي من نصيب البيجيدي داخل هذا الائتلاف الكبير المشكل من ست أحزاب.
يمكن لبنكيران أن يستمر في اللعب، لكن القليلون ممن سيراه، وبالتالي سيكون أمرا صعبا على شخصية اعتادت لفت جميع الأنظار، ولكن ذلك ليس مستحيلا.
* ترجمة غزلان الحوزي بتصرف عن يومية "الباييس" الإسبانية