أخر الأخبار

لرتشوندي ...أول راهب يؤلف معجم اللهجة الشمالية-اسبانية بطنجة


طنجاوي-غزلان الحوزي
قليلون هم من يعرفون شخصية  خوسيه ماريا لرتشوندي الراهب والدبلوماسي والمترجم الفوري والمستشرق الاسباني الذي قدم إلى مدينة طنجة في مهمة دينية سنة 1862، وهي المدينة التي عاش فيها  إلى أن دُفن بسرداب كاتدرائية طنجة سنة 1896.
ولد لرتشوندي يوم 24 فبراير سنة 1836 من أب مجهول بجهة أوريو بمقاطعة غيبوثكوا شمال إسبانيا خلال الحرب الأهلية التي عصفت ببلاد الباسك بين 1833 و 1839  .
 عاش فترة من حياته بمدينة تطوان، حيث كانت له علاقات شخصية قوية مع مختلف فئات المجتمع التطواني والتي ساعدته على تعلم اللغة العربية بشكل معمق خولت له أن يصبح مترجما رسميا للسفارات المتبادلة بين ملك اسبانيا والسلطان الحسن الأول.
أعاد لرتشوندي إنشاء وبناء سلسلة من الكنائس وديار العبادة في كل من المدينتين طنجة- تطوان، كما أنشأ مركز التكوين المهني خاص بالحملات التبشيرية سنة 1882 ومدرسة خاصة بتعليم اللغة العربية للأسبان والمغاربة بمدينة تطوان وكان أول من أصدر مطبوع يتضمن معجم اسباني-عربي (عربية شمال المغرب).         
ويشار أيضا إلى أنه ساهم في بناء مركب سكني لمن لا مأوى لهم ودعَم مبادرات تهيئة مدينة طنجة بتزويدها بالكهرباء والساعات العمومية وغرف التجارة والشركات البحرية والمراكز التجارية ونجح في إقناع اسبانيا آنذاك بتشييد مستشفى بطنجة ومدرسة للتطبيب.
 ومع كل هذا، لم يتخل لرتشوندي  عن دراسة اللغة العربية ، ومن أشهر منشوراته بدائيات العربية (اللهجة الشمالية التي كان يُتحدث بها سنة 1872) و سلسلة من المقاطع الأدبية المختارة لتوضيح تعلم اللغة وتطوريها سنة 1881، ومعجم الاسبانية- العربية سنة 1893  والذي كان ثمرة تعاون بين المثقفين المغاربة والمستعربين الإسبان والأجانب و ما تزال مؤلفاته إلى يومنا هذا تؤخذ بعين الاعتبار عند دراسة لهجات شمال المغرب.

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@