طنجاوي
يبدو أن الأزمة التي يعيشها مستشفى محمد الخامس لازالت تشهد تطورات متلاحقة، إذ بدأ التراشق بالبيانات والبلاغات بين الأطراف المتخاصمة، في انتظار تدخل رسمي أو حلول لجنة مركزية بالمستشفى للوقوف على حقيقة الاتهامات الموجهة بين الأطراف.
فبعد بلاغ النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، الذي تحدث عن ما قال إنها اختلالات في المستشفى، توصل موقع "طنجاوي" ببلاغ صادر عن الكتابة الإقليمية للإتحاد الإشتراكي بشفشاون، يتحدث فيها عن حالة التسيب التي يعيشها المستشفى، والتي قال إنها مست ركنا أساسيا من المنظومة الصحية والحق في الصحة بالإقليم، ذلك أن تأزم الوضع الصحي محليا وما له من نتائج على السير العادي لهذا القطاع بالإقليم يضاعف من معاناة المواطنات والمواطنين من ساكنة الإقليم.
وأدان بيان الكتابة الإقليمية للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، ممارسات المسؤولين اللامسؤولة والتي تهم سوء التدبير والتسيير داخل المستشفى، منها الغيابات المتكررة للأطر الطبية المتخصصة.
وأشار البلاغ إلى الحالة الكارثية التي يعرفها مركز تصفية الكلي الذي وصلت لائحة المنتظرين من المرضى إلى أربعة عشرة مريضا توفي منهم إثنين، فضلا على إغلاق قسم الإنعاش وتجميد خدماته في وجه مرضى الإقليم، وإمتناع طبيب جراح عن الحضور لإنقاذ المرضى في حالات خطيرة ومستعجلة.
وتحدث البلاغ أيضا عن ما قال إن غض الطرف والتستر عن ظاهرة الغيابات المتكررة من طرف مدير المستشفى والمندوب الإقليمي لقطاع الصحة، هذا بالإضافة إلى التجاهل واللامبالاة الذي تنهجه الإدارة في شخص مديرها وفشله في إنقاذ المؤسسة التي أصبحت شبه منهارة.
وأعلنت الكتابة الإقليمية أنها على إستعداد لفضح الإختلالات التي يعيشها قطاع الصحة بالإقليم، وتضامنها المطلق واللامشروط مع رئيس الشؤون الطبية بالمستشفى المذكور، وإستنكارها للطريقة المتبعة من طرف المسؤولين بالقطاع في معالجتهم لهذه الإختلالات، مؤكدة عزمها الدخول في أشكال نضالية لفضح ووضع حد للتجاوزات والخروق التي يعرفها القطاع الصحي بالإقليم.
وعلى صعيد متصل فإن العريضة الموقعة من 24 طبيبا بمستشفى محمد السادس والتي توصل بها الموقع، جاءت عقب رفض أحد الأطباء الجراحين الحضور إلى المستشفى لإنقاذ جندي تقدم إلى قسم المستعجلات قصد إجراء عملية جراحية مستعجلة لإستئصال الزائدة الدودية، مما كانت لها مضاعفات صحية على المريض، الأمر الذي فضح الغيابات المتكررة للأطباء بالمستشفى، الشيء الذي دفع بهم إلى إعمال منطق انصر أخاك ظالما أم مظلوما.
بيان الكتابة الإقليمية تحدث أيضا عن غياب الصرامة وإعمال القانون بالمستشفى، ويضيف بأن أطباء مستشفى محمد الخامس بشفشاون عمدوا إلى فرض نظام خاص بهم داخل المستشفى، يمكنهم من توزيع الحصص وأوقات العمل حسب هواهم، وهو ما جعل رئيس قطب الشؤون الطبية بالمستشفى يتصدى لهذا النظام الغريب الذي يضرب حق المواطن في علاجات طبية في المستوى، والذي يتيح لهم الإشغال في القطاع الخاص، مما جعلهم يقفون ضده ومحاولة التشويش عليه وإعتباره حجرة عثرة ضد مصالحهم الخاصة و"حقوقهم المكتسبة" التي فرضوها على إدارة المستشفى والمندوبية.