أخر الأخبار

في ندوة علمية بطنجة باحث يؤكد: القرآن والإنجيل قدّما رابطة الدين على رابطة الدم

طنجاوي

خلص أستاذ الدراسات الإسلامية واللاهوت بجامعة "نوتردام"، بولاية إنديانا الولايات المتحدة الأميركية، غابرييل سعيد رينولدز، إلى أن القرآن والكتاب المقدس (الإنجيل) قَدَّمَا رابطة الدين والعقيدة على ما سواها وحتى على رابطة الدم أو العائلة كما أطلق عليها.

وحاول "رينولدز" في محاضرة ألقاها بفضاء جامعة نيو إنجلند الأميركية بطنجة، ضمن سلسلة محاضرات منتدى طنجة الدولي التي دأبت الجامعة على تنظيمها، أمس الخميس، مناقشة علاقة الكتاب المقدس والقرآن الكريم من منظور لاهوتي، وذلك عبر مستويين، أولهما تحليل مكانة الإنجيل والقرآن ضمن بنيات التفكير المسيحية والإسلامية التي تتحكم في تمثل الوحي الإلهي، وثانيهما أدبي يلقي الضوء على العلاقة النصية بين الإنجيل والقرآن.

وأوضح المحاضر أن القرآن والإنجيل اتفقا على أن إدراك الله يبدأ من الطبيعة كشاهد على وجوده، مشددا على خطأ المقارنة بين القرآن والإنجيل، فالأول (القرآن) تنزيل والثاني (الإنجيل) تسجيل لأقوال وأفعال نبي الله عيسى المسيح، مفضلا المقارنة بين القرآن والنبي عيسى، معللا ذلك بأن المسيحية ترى أن المسيح"مِلء الوحي واكتماله".

وأضاف مؤلف كتاب "القرآن في محيطه التاريخي" أن القرآن أكد على أن الطبيعة تعكس القدرة الربانية وتدل على وجوده، على غرار ما ورد في الإنجيل، مميزا في القرآن بين "الوحي الطبيعي" متمثلا في آيات الآفاق، ثم "الوحي اللفظي"، ملمحا إلى مستوى آخر من الوحي يتبلور في كون الرسول قدوة يحتذى به في أفعاله وأقواله.

بعد ذلك انتقل رينولدز إلى رصد العلاقة الأدبية (النصية) بين القرآن والإنجيل، وذلك من خلال قصتي نبي الله نوح ونبي الله موسى في كلا الكتابين السماويين.

وأوضح المتحدث وجود مساحات من التطابق والتقاطع بين قصة نبي الله نوح في كل من القرآن والإنجيل، مع وجود تناقضات حاول بعض الدراسين تقديم تفسير لها.

وأبرز من تلك التناقضات جزئية ابن النبي النوح الذي رفض ركوب السفينة للنجاة من الطوفان، حسب رواية القرآن التي تتطابق مع الرواية التوراتية، في حين تقول رواية الإنجيل إن نبي الله نوح كان له ثلاثة أبناء ركبوا جميعهم في سفينة الخلاص. مستنتجا في نهاية المطاف أن القرآن قدّم رابطة الدين والعقيدة على رابطة الدم، وذلك عندما خاطب الله نبيه نوح قائلا "إنه ليس من أهلك" في إشارة إلى ابنه الذي رفض ركوب السفينة.

كما حاول رينولدز التأكيد على طرحه بأن القرآن والإنجيل قدّما رابطة الدين والعقيدة على رابطة الدم من خلال قصة نبي الله موسى، رغم اختلاف تفاصيل الروايتين بين القرآن والإنجيل، فالقرآن ينص على أن فرعون الذي ربى النبي موسى هو ذاته فرعون الذي واجهه، فيما تظهر الرواية الإنجيلية أن فرعون الذي ربى النبي موسى ليس هو ذاته الذي واجهه.

واختتم المحاضر حديثه بالقول إن القرآن والإنجيل وإن كان يقدّمان رابطة الدين والعقيدة على رابطة الدم فإنهما لا يُجِيزَانِ عقاب الكافرين أو الثأر منهم، إذ للمؤمنين الحرية في الإيمان، وللكافرين الحرية في رفض الإيمان.

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@