طنجاوي
الإعلام الرقمي واستبدادية الصورة، هو موضوع اللقاء التاسع المنظم من طرف مركز "مغاربة"، بالتعاون مع الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية، والذي انعقد مساء يوم الأربعاء، بمقر مجلس جهة طنجة–تطوان، بمشاركة ثلة من الإعلاميين والمهتمين بالمجال، و تأطير من الدكتور عبد المؤمن التليدي، وعبد الرحيم الإدريسي.
المشاركون أجمعوا على أن الإعلام الرقمي صار لاعبا جديدا في منظومة الإعلام، وهو ما أدى إلى تغير اللعبة وقواعدها في عالم اليوم، بما يعرفه من تطور تكنولوجي رهيب، لكونه -أي الإعلام الرقمي- أكثر مرونة، ويعتمد على أدوات جديدة تغري الشباب، وتجعله منغمسا في البحث عن المعلومة، لكنه بالمقابل أصبح سببا مباشرا في تسطيح الوعي الثقافي، وتغييبه لقيم الجهد والعمل والمثابرة.
وحسب المشاركين في الندوة، فإن سلبيات هذا الإعلام تكمن في عدم التعامل مع هذه الوسيلة الجديدة بطريقة إيجابية، فالمستهلك أصبح يستهلك الإعلام الرقمي بطريقة سلبية تؤثر على ثقافته وأيديولوجياته، وأحيانا تكون هذه الوسائل حاملة لخلفيات معينة ذات حمولة مدمرة لقيم الطموح والبحث العلمي والتنقيب عن المعلومة.
من جهة أخرى تطرق الأساتذة للنقلة النوعية التي أحدثتها مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى تطوير الإعلام الرقمي، نظرا لارتباطها الوثيق بالمواقع الإخبارية، التي مكنت المتلقي من الإطلاع على جديد الأحداث والوقائع بشكل دوري، غير أن مستعملي هذا الفضاء صاروا هائمين في مستنقعات المجاملة والنفاق الاجتماعي، ومحاولة إعدام اللغات الأم بابتكار لغة جديدة، تمزج بين الحروف اللاتينية والأرقام، تُستعمل في التواصل اليومي، ولا تمت للعربية بصلة، وهذا من شأنه أن يشكل خطرا على مستقبل اللغات.
بالمقابل كشف المشاركون أن الفضاء الرقمي استطاع أن يكسب اهتمام الشباب من خلال الأفلام والصور، لكنه لم ينجح في تثقيفهم، بل في أحيان كثيرة كان سببا في انحرافهم، بسبب استبدادية الصورة وطغيانها على قيمهم وأفكارهم.