طنجاوي
نظمت مجموعة عمل منظمة حريات الإعلام والتعبير "حاتم"، عبر مجموعة عملها بطنجة، مساء أمس السبت، ندوة فكرية حول موضوع "الكتابة الساخرة في الصحافة المعاصرة"، أشرف على تأطيرها كل من عبد الله الدامون، مدير نشر "جريدة المساء"، وجمال بودومة، رئيس تحرير قناة "فرانس 24" ، ورشيد البلغيثي، صحافي بموقع "لكم".
المشاركون أجمعوا في مداخلاتهم على أن الكتابة الساخرة ليست وليدة اليوم، فقد ظهرت مع أول ظهور للصحافة المعاصرة قبل قرون، وكانت أكثر انتعاشا مما عليه اليوم، لكون الإنسان يميل إلى النفاق، ويتظاهر بجدية زائدة، لذلك ظلت هذه الكتابة في الصحافة المعاصرة بمثابة الملح على الطعام، إذ لا يمكن تصور طعام بدون ملح.
وصنف المتدخلون في ذات الندوة كل الذين ينتجون مقالات سخرية فقط من أجل الإضحاك، دون رسالة هادفة، في خانة المهرجين، الذين لاتصل موهبتهم حتى إلى باعة الفرجة في الساحات العمومية، فالصحافة الساخرة، من وجهة نظرهم، تحتاج إلى تواصل بين الكاتب والمتلقي، والنزول إلى مستواه، لأن الأمر شبيه بتبادل غمزات حول وضع معين، و إشارات تحكي عن معاناة ما، لكن بأسلوب ساخر له دلالات ورسائل مرموزة، لا يستطيع فك شفراتها إلا إلا من يجيد قراءة ما بين السطور.
وعلى صعيد آخر، استحضر المشاركون المشاكل العويصة، التي تعيشها الكتابة الساخرة بسبب المضايقات، ومحاولة محاصرة مبدعي هذا النوع والتضييق على حريتهم، لكونهم يجدون أنفسهم في الخط الأمامي للصدام والمواجهة مع السلطة. بالمقابل على من يختار السخرية كجنس إبداعي، يجب أن يكون مالكا لمفاتيح اللغة، وصاحب أسلوب سلس، حتى يتوفق في ترجمة أفكاره بأسلوب ساخر.
يذكر أنه وعلى هامش هذه الندوة، تم توقيع كتاب "باسم جيل ضائع" لكاتبه جمال بودومة، وهو عبارة عن تجميع لأعمدته التي كتبها على صفحات يومية المساء ضمن ركن "البلاد التي"، ويتوزع الكتاب على أربعة أجزاء: "القارئ الغيور والجريدة الغراء”، "كنت شاعرا”، "نوستالجا"، ثم "نزهة في الغابة".