طنجاوي
تسود حالة من الاحتقان والتوتر بين سكان منطقة "مغوغة الكبيرة" بطنجة الذين وجددوا أنفسهم محرومين من استغلال أراضيهم السلالية التي ظل يستغلونها لعقود، وذلك بسبب ما وصفوها ب"المؤامرة" التي أدخلتهم في نزاع قضائي طويل، قبل أن يصدموا بذهاب أزيد من 50 هكتارا من الأراضي إلى شركة عقاريا حتى قبل أن تحسم المحكمة في القضية.
وبحسب ما نقلته جريدة "المساء" في عددها الصادر اليوم فإن مراسلة موقعة من طرف نحو 50 من المتضررين وجهت إلى الديوان الملكي ووزارة العدل ووزارة الداخلية وولاية الجهة، تشير إلى أن المشكلة بدأت حين تم تحفيظ الملك المسمى "مغوغة الكبيرة" في اسم الجماعيتن السلاليتين الخرب ومغوغة مناصفة، دون موافقة السكان ودون المرور بالمساطر القانونية الضرورية.
وتمت إجراءات التحفيظ في سرية تامة دون القيام بعملية الحديد الواجبة قانونا، وأيضا دون أن يتم نشر الإعلام بالملحقة الإدارية التابعة لها المنطقة، بل إن نائب الجماعة السلالية نفسه لم يخبر ذوي الحقوق الذين يستغلون الأرض منذ عقود استنادا على وثائق وحجج رسمية، حيث إذ بعضهم حاصلون على الحق في الاستغلال منذ 30 عاما ولم يسبق أن نازعهم أحد على الأرض.
ودخل المتضررون في نزاع قضائي لاسترداد أراضيهم التي يبلغ إجمالي مساحتها 50 هكتارا، والتي توجد حاليا داخل المجال الحضري لطنجة، ما أوقف إجراءات إتمام مطلب التحفيظ، غير أن المفاجأة كانت هي حلول الشركة العقارية العمران البوغاز بالمنطقة، التي ادعت اقتناءها للأرض.
ويقول السكان إنهم متخوفون من وضعهم قسرا أمام الأمر الواقع رغم أن المحكمة لا زالت لم تحسم في الملف، كما أنه يحوزون وثائق تؤكد حقهم في تلك الأراضي، مضيفين أن الطريقة التي تمت بها عملية وضع ملف التحفيظ ثم تفويت الأرض، تدل على أن من يقفون وراءها "ذوو نفوذ واسع ولا ينضبطون للقانون".
وشدد المتضررون خلال مراسلاتهم لعدة جهات رسمية، على أن جلهم يعيشون وضعا اجتماعيا هشا، وأنهم باتوا يتلقون "تهديدات" ويواجهون "شكايات كيدية" الغرض منها دفعهم للاستسلام والتخلي عن أرضهم، كما أن الشركة العقارية تجعل من نفسها ضحية ومنهم معتدين وتتهمهم بتوقيف أشغالها بالقوة، رغم أن القضاء لم يقل كلمته النهائية بعد في القضية.