طنجاوي
انخرطت بعض المواقع والصفحات الفيسبوكية، منذ أيام، في حملة تحريضية منسقة، تدعو من خلالها ساكنة مدينة الحسيمة والمناطق المجاورة الى مقاطعة إحياء شعيرة عيد الأضحى المبارك، الذي يحضى برمزية خاصة لدى جميع فئات الشعب المغربي.
ويبدو جليا أن هاته الأبواق قد وضعت نفسها رهن إشارة جهات، تراهن بجميع الوسائل والامكانيات على زعزعة استقرار منطقة الريف. وليس غريبا أن نفس المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي هي من لعبت دورا كبيرا في تدمير المقومات الاقتصادية لمدينتي الحسيمة وإمزورن وباقي تراب الإقليم، عبر شن حملة إعلامية شرسة لتزييف الحقائق على الأرض، وإظهار الحسيمة وكأنها تغلي فوق بركان الاحتجاجات، مما كان لها نتائج وخيمة على الأوضاع الاقتصادية بالمنطقة، حيث عم الكساد على جميع القطاعات بعد أن غير معظم الذين اعتادوا قضاء عطلتهم بشواطئ الإقليم وجهتهم نحو جهات أخرى بتراب المملكة. والنتيجة إفلاس شبه تام للتجار والمهنيين، الذين وجدوا أنفسهم مطوقين بالديون، وهم الذين دأبوا على انتظار فصل الصيف للرفع من مداخيلهم، وتوفير ما يكفيهم لمتطلبات العيش خلال ما تبقى من فصول السنة. بل وصلت حدة الأزمة ببعض التجار الى طرق أبواب المسؤولين طالبين الدعم والمساعدة للإفلات من شبح السجن بعد أن تراكمت عليهم الديون وصاروا عاجزين عن السداد.
الخطير في الامر، أن الجهات إياها وبعد أن نفذت مخططها الذي راهنت من خلاله على الدفع بالحسيمة نحو الافلاس الاقتصادي، هاهي تشرع اليوم في تنفيذ فصل آخر من أجندتها الرامية إلى زعزعة استقرار المنطقة وتماسك ساكنتها، من خلال التشويش على أحد الشعائر الدينية، التي دأب المغاربة على إحيائها بما ترمز إليه من قيم التضامن والوفاء، عبر استعمال خطاب يحمل بين طياته منسوبا كبيرا من الحقد والضغينة، وقلب الحقائق وبث الإشاعات.
لقد بات واضحا للجميع أن من يحرك هاته الابواق هي جهات لا علاقة لها بالحسيمة ولا بالدِّين الاسلامي، جهات تكن بكل تأكيد حقدا دفينا لساكنة الريف، وتسعى بجميع الوسائل الى معاداة مصالح الساكنة، ونسف أي مبادرات تهدف الى تهدئة الأجواء وتصفية الخواطر، خصوصا بعد المبادرات والقرارات التي أعلنتها الدولة، والتي تتجاوب مع المطالَب المشروعة لساكنة المنطقة.
الآن وبعد أن وصلت الخسة والوضاعة هذا الدرك المنحط، من حقنا أن نسائل هاته الاطرف:
ألم يشف غلَّكم بعد رغم كل هاته الجراح التي تسببتم فيها لساكنة الريف؟..
ألم تستفق ضمائركم رغم كل المآسي التي ألمت بعشرات الأسر، بعدما غررتم بأبنائهم ودفعتم بهم نحو المجهول؟...
رجاء اتقوا الله في منطقة الحسيمة وارحموا ساكنتها، وتأكدوا أن تماديكم في غيكم سينقلب عليكم، وإنا غدا لناظره قريب.