أخر الأخبار

باحثون يناقشون"الثقافة في مواجهة العنف" في ثاني أيام مهرجان "ثويزا"

طنجاوي

"الثقافة في مواجهة العنف" هو محور الندوة التي احتضنتها قاعة فندق "أمنية"، في اليوم الثاني من فعاليات الدورة 11 من مهرجان "ثويزا" بمدينة طنجة،  بمشاركة باحثين من المغرب وتونس والجزائر.

أحمد عصيد، الباحث في الثقافة الأمازيغية، ذهب في مداخلته إلى أن مفهوم العنف، هو ذاك السلوك الذي يتوخى إلحاق الأذى بالغير، عن طريق الكلام وجميع أشكال التعبير، وهذا ما يطلق عليه العنف الرمزي، بينما العنف المادي يتجلي في الاعتداء المادي المجسد، كاشفا أن العنف بالغريزة، وبالوجود الإنساني هو ظاهرة ملازمة للإنسان تتداخل مع الثقافة. فالحضارة، حسب عصيد، ترتبط بشكل من الأشكال بالعنف بالهيمنة العسكرية، والغزو على منطقة معينة، وهذا ما يفضي إلى التلاقح الثقافي، وملكة التفكير، من وجهة نظره، هي التي ينتج بها الإنسان كل أشكال الإبداع، لكنها تبقى مرهونة بوجود الكرامة والحرية.

أما الباحثة الجزائرية، سوريانا ياسين، فقد تطرقت في مداخلتها إلى المناهج التعليمية التي تُعنَى باللغة الأجنبية في الجزائر، والتقائها بالثقافات الوطنية وثقافة الآخر، متحدثة عن فترة التسعينيات، حيث أن النصوص المقتبسة من لغات الغير لا تكترث للثقافة الوطنية، ولا تتحدث أبدا عن ثقافة الغير. لكن ومع بداية الألفية الثانية تم عزل اللغة عن الثقافة، وأصبحت معظم النصوص تتحدث عن منجزات العصر، وتسلط الضوء أكثر على التطورات التكنولوجية، وفي سنة 2007 أصبحت النصوص تتحدث عن الجزائر، باعتبارها ملتقى للثقافات، وهو ما اعتبرته تحولا جذريا على مستوى المقررات التعليمية.

الروائي التونسي شكري مبحوث، أعتبر أن ثقافة حقوق الإنسان تبقى من بين أهم المنجزات التي حققتها الإنسانية، من خلال إرساء آليات وإجراءات لتنزيل هاته القيم، وإعادة تربية وتنشئة الإنسان على أساسها وفق تعبيره.

من جهة أخرى رصدت مريم الدمناتي، الباحثة في ديداكتيك الأمازيغية، في مداخلتها "ثقافة العنف بالمغرب الراهن"، معتبرة أن ما وقع مع مثلي فاس، و فتاتي إنزكان، وكذا الخطابات السياسية في البرلمان، التي أصبحت منتشرة بشكل جلي وظاهر على حد تعبيرها، مؤشرا على أن ثقافة العنف تبدأ من الخوف من بعضنا البعض، ومن الثقافات الأخرى، والمعتقدات والأديان، وينبغي محاربة ثقافة العنف عبر تكريس ثقافة الاختلاف.

 وبخلاف الفصل المنهجي الذي اعتمده أحمد عصيد بين الثقافة والعنف، اعتبر الباحث المغربي مصطفى الشكدالي أن ما هو غريزي يتمثل بألوان من الثقافات، فالفصل بين الثقافة والعنف هو فصل اعتباطي، وأن الثقافة التي يحملها كل واحد منا تشكل عنفا على النفس، قبل أن يتحول هذا العنف ضد الآخر على حد قوله.

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@