طنجاوي- عمر بن شعيب
أثناء عملية النطق بالحكم في حق المتهمين المتابعين على خلفية تهريب نحو طنين من الكوكايين بسواحل الداخلية، مساء أمس، بمحكمة الاستئناف بطنجة، استدعى رئيس الجلسة كل متهم لوحده، ليستمع لحكمه..
تقدم المتهم رقم 1، عبد القادر بوهو أمام القاضي، نظر إلى وجهه وقال له:" ابتدائية حكمت عليك 9 سنوات دابا عند 10"، مسك به الشرطي واقتاده إلى مقصورة المحكمة.
نادى القاضي على المتهم رقم 2، إنه طارق الهيتوري، الملقب ب"الطنجاوي"، الذي شغل الرأي العام بطنجة، وجعل الجميع يسألون متى محاكمة "الطنجاوي"؟
كان المتهم يمن النفس بتخفيف الحكم نظرا لظروفه الصحية، ولأن محاميه قدموا مرافعة قوية، كشفت عدة تناقضات في حيثيات الحكم الابتدائي، إلا أن ما هو مؤكد هو اعترافه أمام القاضي بالمنسوب إليه، لذلك طلب المحامون من القاضي الرأفة والرحمة بموكلهم.
خرج طارق من المقصورة، وبجانبه شرطي، ذكره القاضي بحكمه الابتدائي، قبل أن يصدمه بحكم الاستئنافي قائلا:" الحكم الابتدائي كان عندك 7 سنوات دابا 10 سنوات"، نظر طارق إلى أقربائه بوجه متحسر حزين لما سمعه من حكم وصفه أقاربه ب"الظالم".
بدأ القاضي بعد ذلك ينادي على باقي المتهمين على التوالي يتقدمهم "الرايس" الذي كان يقود السفينة المحملة بالمخدرات القوية، وقد رفعت المحكمة عقوبته إلى خمس سنوات، بعدما كانت ثلاث سنوات في المرحلة الإبتدائية.
بعد ذلك جاءت المجموعة التي تتكون من نحو 8 أشخاص، كلهم رفعت عقوبتهم من سنتين إلى ثلاث سنوات، فيما صدم آخرون بعقوبة تراوحت ما بين سبع وتسع سنوات نافذة، ما جعل كل الذين شهدوا هذه الأحكام يضعون أيديهم على رؤوسهم من هول ما سمعوا.
كان أشد الناس تشاؤما بالأحكام التي كانت ستصدر أمس، يعتقد أن الهيئة ستؤيد ما حكم به القاضي الحمدوني في المرحلة الإبتدائية، غير أن القاضي الاستنئافي لم يكن رحيما بهم كما كانوا يظنون، فقد كانت الأحكام قاسية على حد تعبير أقرباء المتهمين.
بهذه الأحكام تكون محكمة الاستئناف بطنجة قد طوت أحد أشهر ملفات تهريب المخدرات في العشر سنوات الأخيرة.