أخر الأخبار

ديبلوماسية الملك محمد السادس.. الطريق الآمن لاستعادة إشعاع المملكة المغربية داخل المنتظم الدولي

طنجاوي

يواصل الملك محمد السادس بثبات نهج سياسة ديبلوماسية تضع المصالح العليا للمملكة المغربية فوق أي اعتبار، ديبلوماسية مبنية على تسمية الأشياء بمسماتها، وعلى الوضوح والتعبير عن المواقف والقرارات من موقع الندية. وهي السياسة التي جعلت المغرب يحضى باحترام المنتظم الدولي، وصوته مسموعا من طرف العواصم العالمية الكبرى.

فبعد فتوحاته الديبلوماسية بقلب القارة الأفريقية، والتي قلبت موازين المعادلة لصالح المغرب، وحشرت خصوم الوحدة الترابية في الزاوية، حتى أن المحور المعادي للمملكة أصابه التفكك بعد الاختراق الكبير الذي قام به ملك البلاد، ها هو الملك محمد السادس يعلن انتصاره المبدئي والواضح لقضية الأمتين الإسلامية والعربية الأولى، يتعلق الأمر بقضية فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

إن الرسالة القوية التي بعثها الملك محمد السادس لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب يعبر فيها جلالته رفضه القاطع المساس بالوضع القانوني للقدس الشريف، وينبه فيها رئيس الولايات المتحدة من التداعيات الخطيرة لعزمه الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل المحتلة، ونيته في نقل سفارة واشنطن إليها، لهي أكبر دليل على دبلوماسية التي بات ينهجها المغرب على عهد الملك محمد السادس.

أكثر من ذلك، فإن الملك محمد السادس أعطى أوامره لوزير الخارجية من أجل استدعاء القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لإبلاغه رفض المغرب القاطع المساس بوضعية القدس، كما استدعى وزير الشؤون الخارجية سفراء الدول الخمس أعضاء مجلس الأمن بالإضافة إلى سفير دولة فلسطين من أجل التعبير عن قلق المغرب البالغ واستنكاره البالغ من الخطوة التي تعتزم الولايات المتحدة الإقدام عليها.

لقد بدا واضحا أن المغرب شرع في نهج ديبلوماسية ترتكز على مبدأ التعامل بالمثل، من دون أدنى مركب نقص. تجلى ذلك في أكثر من قضية، نذكر هنا المواقف الصارمة للملكة تجاه الاتحاد الأوربي حول تداعيات حكم المحكمة الأوربية بشأن الاتفاق الفلاحي، وموقفه الحاسم تجاه فرنسا بعد حادثة استدعاء مسؤولين بارزين من طرف القضاء الفرنسي، بقراره تعليق اتفاق التعاون القضائي بين البلدين، مثلما يجب التذكير أيضا بالرفض الحازم الذي رفعه المغرب في وجه الولايات المتحدة عندما كانت تستعد وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون لدعم تقرير مناهض للوحدة الترابية كان سيعرض على منظمة الأمم المتحدة.

كل هاته القرارات والمواقف المشرفة تؤكد أن المغرب بات رقما صعبا في المنتظم الدولي، وصارت مواقفه يحسب لها ألف حساب، وصوته مسموعا بين شركائه، وأصبح المغربي يفتخر بانتمائه لوطنه المغرب، وكل هاته الانتصارات الديبلوماسية تحققت بفضل السياسة الرشيدة للملك محمد السادس، والمندرجة في إطار منظومة إصلاحات هيكلية ومتكاملة، تشمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هدفها تعزيز البناء المؤسساتي والديمقراطي لبلادنا.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@