كندا: أشرف العروسي*
معاناة حقيقية يعيشها أفراد الجالية المغربية المقيمة بشمال أمريكا مع الشركة الوطنية للخطوط الجوية، وأسلوبها الأرعن المتعمد خلال كل موسم صيفي.
وما عاشه مغاربة كندا والولايات المتحدة هذه السنة، لم يكن استثناءا بل هو تكريسا لأبشع أوجه الاستغلال كمنهج في تدبير هذه المؤسسة، التي تحتكر الرحلات المباشرة الرابطة بين المغرب وأمريكا الشمالية.
فبالإضافة الى التسعيرة المبالغ فيها، والتي تصل في موسم الذروة الى 2000 دولار كندي، نجد رداءة الخدمات المتمثلة في التأخر عن مواعيد السفر، في استهتار سافر بالزبناء، الذين يتوقون لزيارة البلد الأم، المعاملة السيئة على متن الرحلات بدءا بالوجبات المقدمة، وكذا مستوى الاستقبال المتدني من طرف العاملين، وكأن الزبون هو بضاعة تنقل كباقي السلع.
الحس التجاري حاضر لدى الشركة المغربية للخطوط الجوية، فقط في ابتزاز المسافر، واعتباره عملة صعبة لا يستحق أن يعامل كمواطن مغربي ينتظر سنوات لكي يحقق حلم السفر لموطنه الأصلي.
قد يصعب أحيانا وصف معاناة المغاربة مع هذه الشركة، لكن من المؤكد أن تصفح القارئ العديد من المواقع الاجتماعية ستصدمه تصريحات بعض الزبناء الذين لم يستطيعوا صبرا كتمان مأساتهم مع( لارام).
فتبعا للحدث المؤسف الذي عاشه المهاجرون بمطار جورج كينيدي بنيويورك، حين تأخرت الطائرة عن موعدها المقرر بثلاثة أيام بدون معرفة مبررات هذا التأخير، بل وحتى بدون وجود مخاطب رسمي لهذه الشركة بالمطار مما عطل مصالح المسافرين، شن المهاجرون حملة الكترونية لمقاطعة هذه الشركة، التي لا تحترم أدنى مستويات التعامل التجاري، و بادرت مجموعات فيسبوكية لتوقيع عريضة احتجاجية موجهة للمسؤولين بلغت في ظرف ثلاثة أيام عشرة آلاف مُوَقِّع. هذا العدد يجزم مدى الأزمة التي وصلت بين (لارام) والزبون، مما يؤشر إلى انخفاض الطلب على التذكرة بشكل كبير في المستقبل.
إذا كان الخطاب الملكي لعيد العرش الأخير استفاض فيه الملك محمد السادس للحديث عن سوء معاملة المهاجر بمختلف القطاعات، فشركة الخطوط الملكية لها نصيب كبير في معاناته، وعليه يجب التدخل بقوة وصرامة للحد من التسيب الذي يطال هذه الشركة، وإلا ستتكبد هذه المؤسسة الوطنية خسائر مادية بسب التعنت والاستهتار، وستتجه الجالية المغربية بشمال أمريكا لاختيار شركات أخرى للسفر على متنها.
*مدير موقع أصوات مهاجرة