طنجاوي
لا حديث بطنجة اليوم إلا عن الاستفحال الخطير لظاهرة بيع المخدرات الصلبة، وحبوب الهلوسة وبعض المخدرات الجديدة التي باتت تغزو السوق، مع ما يترتب عنها من تداعيات جد وخيمة، حيث يتحول مستهلكوها إلى وحوش آدمية مستعدة للفتك بكل من يعترض طريقها..
المصيبة أن المدينة أصبحت تحت رحمة شبكات إجرامية متخصصة في ترويج هاته السموم، وخاصة الكوكايين، بل وصل الأمر أن أصبحت هاته العصابات تقتسم المدينة فيما بينها إلى مناطق نفوذ، كل واحدة تبسط سيطرتها المطلقة على مجالها الترابي، ويكفيك أن تتجول بأي منطقة لبضع دقائق خاصة بالليل، لترصد كيف تتحرك هاته العصابات بكل حرية وطمأنية، مستعملة في ترويج بضاعتها أسطولا من السيارات الفارهة، وكأن لها ضمانات بعدم تعرضها إلى الاعتقال أو الملاحقة، علما أن راديو المدينة يعرف جيدا هويات وألقاب زعماء وأعضاء هاته الشبكات الإجرامية!.
المثير للتساؤل حقا، هو لماذا تقتصر حصيلة أغلب التدخلات الأمنية على إيقاف صغار الموزعين، ونادرا ما يتم الإيقاع بالحيتان الكبيرة؟!.
هو سؤال محرج، لكنه يبقى في حاجة إلى جواب حقيقي من لدن المسؤولين الأمنيين بالمدينة، وخاصة فرقة مكافحة المخدرات بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، جوابا يقنع المواطنين بعيدا عن مبررات غياب الإمكانيات البشرية واللوجستيكية، لأنه ببساطة المواطنون يعرفون أن الحموشي وضع فرقا جهوية رهن إشارة ولاة الأمن، مهمتها التدخل في العمليات الخطيرة، وهناك الفرقة الوطنية، وأيضا المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وجميع هاته الأجهزة ذات تكوين عال، ومدربة على تنفيذ عمليات التدخل ضد الشبكات والعصابات الإجرامية الخطيرة..
مدينة طنجة اليوم باتت تحت سيطرة شبكات ترويج المخدرات الصلبة، وهذه ليست مبالغة، الأمر الذي يضع ولاية أمن المدينة تحت مجهر تقييم أداء مصالحها و نجاعة استراتيجيتها الأمنية.