طنجاوي - صحف

عرض بارون مخدرات دولي، سقط بموجب إنابة قضائية، رشوة بقيمة مليار على قاضي التحقيق بابتدائية القنيطرة مقابل إفلاته من العقاب.

وكشفت صحيفة "الصباح" نقلا عن مصدر لها أن قاضي التحقيق قرر إيداع المتهم رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن "العواد" بالمدينة، رافضا الاغراءات المالية المقدمة له، بعدما وضع أمامه دفتر شيكات واقترح عليه ملء المبلغ الذي يريده، من 100 مليون إلى مليار، حسب ما يتداول داخل الدائرة القضائية بالمدينة، مقابل عدم متابعته في الملف.
وأوضحت الصحيفة ذاتها أن البارون الملياردير، صاحب ثلاثة أطنان ونصف طن من الشيرا، التي جرى إفشال تهريبها عبر سواحل القنيطرة، قبل أشهر، حاول تجريب جميع الحلول من أجل الإفلات من العدالة، لكن قاضي التحقيق اتخذ في حقه قرار الاعتقال للتحقيق معه، بعدما أظهرت اعترافات المشاركين في نقل وتصدير الحشيش إلى أوروبا أنه صاحب المخدرات التي كانت محشوة في رزم وتنتظرها قوارب مطاطية بسواحل القنيطرة.

وذكرت الصحيفة نفسها أن الموقوف تبين أنه يبيض أمواله في مشاريع عقارية وسياحية، وله مقاه مشهورة بطنجة، ومراكش، كما أسقط معه دركيين في النازلة، كانا يوفران له المساعدة، بإفشاء أسرار مهنية عن مناطق التهريب السهلة، والتغاضي عن نشاطه الاجرامي.

ويأتي رفض القاضي الشاب لمبلغ الرشوة، تضيف الصحيفة ـ في سياق قرارات جريئة اتخذها في أوقات سابقة، همت إيداع أعيان بالمدينة رهن الاعتقال، بعدما كانوا يفلتون من المتابعات القضائية في السنوات الماضية، ما أثار التوجس والقلق وسطهم، ورفض الاستجابة لمساوماتهم له أكثر من مرة.

وأشارت الصيفة إلى تزامن نازلة عرض المبلغ المالي على القاضي، مع وشاية صفحتين بعثها ضده مجهولون تحت إسم "من الغيورين على قطاع العدالة بالقنيطرة" إلى محمد عبد النباوي، رئيس النيابة العامة، يطالبونه فيها بالتحقيق مع القاضي الشاب، ما دفعه بدوره إلى مطالبة نادي قضاة المغرب بالتحقيق في الوشاية، كما صرح عبر صفحته على "فيسبوك" بثروته والتي لا تتعدى شقة يؤدي أقساطها لمدة 25 سنة، وسيارة لمدة أربع سنوات، مؤكدا أنه مستعد للحساب.

وعقد نادي قضاة المغرب أمس السبت (14 دجنبر) الدورة العادية لمجلسه الوطني، واختار القنيطرة مكانا له تحت عنوان "جميعا من أجل حماية فعالة تكرس حقوق القضاة وواجباتهم"، تحسيسا بخطورة الشائعات الوشايات مجهولة المصدر التي تستهدف رجال السلطة القضائية.

ولفتت الصحيفة إلى أن اختيار النادي مدينة القنيطرة لعقد الدورة العادية لمجلسه تضامنا للقضاة مع زميلهم، بعدما انتشر مضمون الوشاية على نطاق واسع عبر تقنية التراسل الفوري "واتساب" بمجموعة من الدوائر القضائية على صعيد المملكة