طنجاوي - غزلان الحوزي

أصبحت لوكسمبورغ الدولة الأوروبية الصغيرة أول دولة في العالم تعتمد مجانية النقل العمومي على كامل أراضيها.

واعتمدت عدة مدن مجانية جزئية تشمل ساعات محددة أو بعض وسائل النقل المشترك منذ سنة 2017، لكنها المرة الأولى التي يشمل فيها القرار بلدا بأكمله، وفق ما صرح به وزير النقل في لوكسمبورغ أمس السبت.

ويندرج هذا التدبير في إطار خطة نقل ترمي إلى الحد من الازدحام المروري في دولة لا تزال السيارة وسيلة النقل الرئيسة لدى السكان، وتبلغ نسبة استخدام السيارة في البلاد 47 في المائة للتنقلات المهنية و71 في المائة لتلك الترفيهية، وفق إحصاء أجري في عام 2018.

وشددت السلطات على أن هذه الإجراءات ستسمح بتعزيز السلامة الطرقية، وأنه بات بإمكان السكان التنقل بالحافلات أو القطارات من دون تفقد جيوبهم، إذ أزاحت آلات بيع التذاكر المتواجدة بالقرب من المحطات، لكنها شددت على ضرورة تقديم المستعلمين وثائق هويتهم.

وتجني السلطات 41 مليون يورو سنويا من بيع تذاكر النقل العام (بسعر إفرادي موحد يبلغ يورويين) والاشتراكات الدورية، ويمثل هذا المبلغ 8 في المائة من التكاليف السنوية لشبكة النقل المشترك، والبالغة 500 مليون يورو، وسيجري تمويل هذه المبالغ عن طريق الضرائب.

وتعتزم لوكسمبورج إعادة تنظيم شبكتها من الحافلات الإقليمية بحلول العام المقبل، لتصبح الأكثر كثافة في أوروبا، وفق ما كشف عنه وزير النقل فرنسوا بوش المعروف بالتزامه البيئي.

ويؤكد الوزير العضو في الائتلاف الحاكم أن "القيام باستثمارات منهجية ومستمرة يشكل شرطا لازما للترويج لجاذبية وسائل النقل العام".

ويسجل الازدحام أيضا عند حدود لوكسمبورج إذ إن ما يقرب من نصف الموظفين في البلاد (46 في المائة) يقيمون في فرنسا أو بلجيكا أو ألمانيا.

وأشار استطلاع رأي نشرته إذاعة لاكسمبورغ الرسمية " RLT " أن 30 بالمائة من المواطنين قالوا إنهم لن يتخلوا عن سياراتهم رغم توفر وسائل النقل العام المشترك مجانا.