طنجاوي - غزلان الحوزي
عادت قضية مقتل القاصر المغربي التطواني، إلياس الطاهري، على شاكلة الأمريكي جورج فلويد، إلى الواجهة في إسبانيا، اليوم الخميس، بعدما سلطت صحيفة "إلباييس" الضوء على الملف من جديد.
وتعود الأحداث إلى يوم 1 يوليوز الماضي، عندما أقدم خمسة من حراس مركز إيواء للقاصرين في مدينة ألميريا على تقييد إلياس بطريقة عنيفة مع الفراش، تحت مبرر شغبه، وعدم انضباطه، ومواجهته للحراس.
وتوفي القاصر، البالغ 18 سنة، والمزداد بمدينة تطوان، بسبب صعوبة في التنفس طيلة 13 دقيقة، وفق تقرير الخبراء، وأجرى القضاء التحقيق في الملف وانتهى خلال يناير الماضي إلى حفظه معتبرا ما جرى "حادثا عنيفا عرضيا".
ونشرت جريدة الباييس، اليوم الخميس شريط الحراسة في مركز الإيواء، يبرز كيف قام خمسة أشخاص بتقييد إلياس بطريقة عنيفة.
وتؤكد جريدة الباييس، أن الفيديو يبرز أن الضحية لم يبدِ أي مقاومة، بل الأخطر من ذلك، أن أحد الحراس قام بوضع ركبته على ظهر إلياس، في منطقة قريبة من العنق، متسببا له صعوبة في التنفس طيلة 13 دقيقة، وهي المدة الزمنية التي يستغرقها بروتوكول “السيطرة الميكانيكية” أو “الاحتواء الميكانيكي”، كما يسمى هذا النوع من السيطرة على الإنسان، وهو بروتوكول يطبق على الراغبين في الانتحار، لكن دون وضع الركبة على العنق.
. وبعدما تبين للحراس ومدير مركز الإيواء أن إلياس لم يعد يتنفس، جرى الاتصال بطبيبة المركز، التي طلبت فك قيوده وبدء عملية التنفس الميكانيكية، لكن إلياس كان قد مات بسبب “لا أستطيع التنفس”، حسب الوصف الدقيق الذي قدمته جريدة الباييس في نسختها الرقمية والورقية اليوم الخميس، بعدما اطلعت على ملف التحقيق.
وكان التشريح الطبي قد خلص إلى أن عملية التقييد ووضع إلياس وفمه نحو الأسفل قد تكون وراء الاختناق، ولكن دون الحسم في هذه الأطروحة، بينما يؤكد محامي العائلة بأن عملية تقييد الضحية مع الفراش هو بمثابة عملية قتل غير متعمد، لأنه تسبب في اختناقه ووفاته.
وتشرف مؤسسة من القطاع الخاص على تسيير هذا المركز، وكان محامي الشعب قد نبه إلى خطورة الوسائل المستعملة في معالجة ملف القاصرين من طرف هذه المؤسسة، كما نبهت مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى ذلك.
وابردت جريدة بوبليكو أن ما جرى للشاب إلياس يحيل مباشرة على ما وقع لجورج فلويد في مينيابوليس الأمريكية، وهو الحادث الذي فجر أكبر موجة من الاحتجاجات في الولايات المتحدة خلال العقود الأخيرة.
وبعد تأكيدها على ضرورة التحقيق القضائي، قال ناطق باسم "أندلوسيا أكوخي” إن "خمسة أشخاص قاموا بتكبيل حركة قاصر، والعالم تقريبا يتابع مجريات لا استطيع أن أتنفس في الولايات المتحدة، بينما يحدث هنا عندنا هنا في منطقة الأندلس، هذا أمر غير طبيعي".