طنجاوي - يوسف الحايك
أثارت تصريحات إدريس الأزمي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، بداية الأسبوع الجاري بمجلس النواب، غضب وسخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
الأزمي: "الدبشخي" و"البيليكي" !
وهاجم الأزمي خلال جلسة لمناقشة معاشات أعضاء مجلس النواب، المنتقدين لحزبه، والريع الذي يستفيد منه قادته ومنتخبوه.
واتهم المتحدث ذاته المؤثرين الاجتماعيين بالمساهمة في "ضبابية المشهد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي عوض ترك الأحزاب والإعلام الجاد وجمعيات المجتمع المدني تقوم بعلمها".
واعتبر أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ""كيديروا الدبشخي، وكيغمقو على الناس وينشرون الترهات وينبشون في أعراض الناس".
وتساءل "واش دابا البرلمان غادي يخدم بيليكي، واش الحكومة غادي تخدم بيليكي، واش الولاة والعمال غادي يخدموا بيلكي، واش المدراء، ورؤساء الأقسام والموظفين غادي يخدمو لله".
وقال "البلاد تسير بمؤسساتها وليس بالمؤثرين"، متسائلا "واش سحابلهم غادي يخلعونا؟".
ووصف الأمر بـ"الشعوبية"، داعيا إلى التصدي لها.
كما عبر الأزمي عن انزعاجه من استقبال لجنة النموذج التنموي قبل أيام لمجموعة من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، في مقابل "تهميش" المنتخبين.
الشرقاوي: إقصاء دفين
وفي سياق ردود الأفعال ضد تصريحات الأزمي قال عمر الشرقاوي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، "الحمد لله نعيش في دولة فيها ملك ومؤسسات أمنية وقضائية، وإلا فكلام الأزمي وأفتاتي خطير لأنه يعكس رغبة دفينة في الإقصاء والاتهام بتلقي تمويلات لمجرد انتقاد أداء حزب".
وأضاف "لو كانوا يحكمون بدون شك، سيضعون لمعارضيهم المشانق ويرمونهم في السجون بدون حتى محاكمات."
الرمضاني: فيالق البلطجة
من جهته، اعتبر رضوان الرمضاني، مدير الأخبار بإذاعة "ميد راديو"أن "الخطورة ليست في ما قاله إدريس الأزمي، فذاك في نهاية المطاف كلام وتأويل كلام، ونقاش ورد على فكرة بفكرة أو بأفكار، إنما الخطورة في فيالق تحسب نفسها على البيجيدي، تعيث بلطجة في هذا الفضاء الأزرق... توزع صكوك الغفران (الديمقراطي) على من تشاء، تمارس حرب عصابات افتراضية، تنكل بمن سخطت عليه، وتشهر بمن سخطت عليه، وتسعى إلى تدمير من لم يسر على دربها... هنا مكمن الخطر...".
ونبه الرمضاني إلى أن أصل هذه الشعبوية التي تكتسح مواقع التواصل الاجتماعي هو فيالق إلكترونية (سواء بأمر أو بدون) محسوبة على الحزب... تعتقد أنه من حقها الطعن والقذف والسب والتشهير والاتهام... هذه الفيالق هي التي شرعنت تسفيه أكثر من مؤسسة وطنية، وشرعنت الطعن في أكثر من شخصية سياسية أو رسمية".
وأضاف أن "قيادة الحزب نفسها تعاني بسبب هذه الفيالق... وكم من شخصية كبيرة من الحزب ذاقت المر معهم...".
وختم بالقول "سماهم أحد حكماء البيجيدي عبيد البخاري وكان محقا... لهذا كان على الأزمي أن يكون أكثر جرأة ويقول إننا ندفع ثمن تسلط فيسبوكي بدأه بعض أبنائنا...".
"سوينكا" والنموذج التنموي
من ناحيته، رد اليوتوبر مصطفى الفكاك المعروف بـ"سوينكا" على الأزمي بخصوص اللقاء الذي عقدته اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي مع المؤثرين على المنصات الاجتماعية المغربية.
وقال الفكاك، تابعت كلمة النائب البرلماني في بدايتها وهو يلمح، لكن حين وصل لانتقاده عمل لجنة بنموسى ظهر ما كان يقصده، "لماذا لجنة النموذج التنموي تستدعي بعض المؤثرين وليس النواب البرلمانيين، أنا كنت حاضراً وأحس أنني مستهدف".
وخاطب "سوينكا" الأزمي عبر منشور عبر حسابه على انستغرام بالقول "قلت في كلامك: ما تتخليوش الأحزاب تقوم بالدور ديالها، إذن شكون لي وقف الأحزاب ما تقومش بالدور ديالها، هنا يظهر سؤال آخر ما هو دور الأحزاب حسب ما أفهمه، وأراه، لأنني لست على إطلاع على دور الأحزاب مثلي مثل باقي المواطنين، تنشوف دور الأحزاب فقط في وقت الانتخابات".
وزاد قائلا "يظهرون لكي يحصلو على أصوات المواطنين من أجل الحكم، ولكن شكون لي حبس الأحزاب، واش حنا، لا، أو أنتم لي ما خدمتوش، يا صاحب مقولة الديبشخي أقولها دائما، عندكم مشكل في التواصل، فرضا تعملون، ولكن ليس في علمي، وأرى نتيجة عملكم على الواقع".