طنجاوي
انطلقت بمقاطعة كالابريا (جنوب إيطاليا) محاكمة أكثر من 350 شخصا يُشتبه بصلتهم بـ "ندرانجيتا" أكثر المافيات الإيطالية نفوذا، في أكبر مسار قضائي من نوعه بحق هذه الشبكات منذ ثلاثة عقود.
وسيستمع القضاة إلى 900 شاهد و400 محام في هذه المحاكمة، التي تجرى في أفقر المناطق الإيطالية، حيث تنشط بقوة مافيا ندرانغيتا، التي تتحكم بخطوط التموين بالكوكايين في سائر أنحاء أوروبا.
وبين المتهمين أعضاء مفترضون في مافيا "ندرانجيتا"، إضافة إلى قادة سياسيين، وعناصر في الشرطة، ورجال أعمال، داخل قاعة استُصلحت خصيصا لاستضافة هذه المحاكمة غير الاعتيادية في منطقة لاميزيا تيرميه، في قلب كالابريا. وسيمثل أكثرية هؤلاء عبر الفيديو بسبب قيود جائحة كوفيد-19.

ومن أبرز المتهمين الزعيم المافيوي لويجي مانكوزو، الذي أمضى حوالى عشرين عاما في السجن، إضافة إلى عشرات من قادة المافيا الآخرين من أصحاب الألقاب الشبيهة بعالم العصابات في أفلام هوليوود، من أمثال "الذئب" و"الضخم" و"الأشقر" و"الماعز الصغير".
وقال المدعي العام نيكولا غراتيري، عشية بدء الجلسات، إن هذه المحاكمة الموسعة تشكل "دعامة في الجدار المشيد ضد المافيا في إيطاليا". وأشار الأربعاء المنصرم قبيل انطلاق الجلسة إلى أن هذه المحاكمة "تسعى لإعطاء فكرة دقيقة عن مافيا كالابريا اليوم، إذ لم تعد مجرد مافيا لرعاة مواش ينفذون عمليات خطف بل باتت منظمة إجرامية".

هذه المحاكمة الضخمة لا يتخطاها حجما سوى المحاكمة الموسعة الأولى عامي 1986 و1987 في باليرمو ضد شبكات مافيا "كوزا نوسترا" في صقلية، والتي أفضت إلى إدانة 338 متهما. وقد اغتيل لاحقا القاضيان جوفاني فالكونه وباولو بورسيلينو على يد المافيا.
ووافق 58 شاهد ادعاء على كسر قاعدة الصمت (أوميرتا) ،لكشف أسرار عصابة مانكوزو وشركائها، في خطوة نادرة بمواجهة هذه المافيا التي بنيت على رابط الدم وعُرفت بانتقامها الدامي من أعضائها "التائبين".