أخر الأخبار

تفاصيل مأساة عائلة طنجاوية

تفاصيل مأساة عائلة طنجاوية ذهبت ضحية أخطر عملية نزع للملكية في تاريخ المغرب

 

محمد العمراني

تعود تفاصيل هاته المأساة إلى سنة 1981، حينما صدر قرار إفراغ عائلة الزكاف من مسكنها الوحيد الذي كانت تمتلكه بجنانات طنجة،(خليج طنجة حاليا)، وللتدقيق الموقع الذي بني به المعهد العالي للسياحة. وحيث أن العائلة المكونة من الأبوين وتسع إخوان وأخوات، لم يكن لها ملجئ آخر، فإنها امتنعت عن مغادرة مأواها الوحيد، لكن السلطات العمومية كان لها رأي آخر، إذ من دون شفقة ولا رحمة، نفذت قرار الإفراغ بالقوة، وقامت بهدم المنزل، (أنظر الصور المرافقة). وإمعانا في إذلال الأسرة التي تجرأت على معاكسة قرار السلطات، تم نقل الأثاث و الأفرشة إلى المحجز البلدي، حيث كان مآلها النهب، لتبدأ فصول المعاناة التي لا زالت نذوبها تنزف الدم والدموع إلى يوم الناس هذا...

قرار الإفراغ خلف صدمة عنيفة داخل الأسرة، وزلزل استقرارها، الأم السيدة فاطمة بنت عبد السلام الشعيري بونقوب، لم تستحمل هول الفاجعة، لتفارق الحياة، وفي قلبها غصة، بعد أقل من سنة على الحادث. أحد الإخوة، رشيد، فقد عقله بعد أن استعصى عليه تقبل حجم الظلم و القهر الذي ألم بالعائلة، التي صارت بين عشية وضحاها في الشارع. وهو اليوم يعيش في كنف الأخت الكبرى سعاد الزكاف، وهي من تقوم بخدمته...

أما رب الأسرة فقد اختار الهروب من مواجهة الواقع الجديد، ورحل بعيدا عن العائلة، ولولا الأخت الكبرى، التي كانت متزوجة حينذاك، هي من احتضنت جميع أفراد العائلة لكان مآلهم جميعا الضياع والتشرد..

الأفظع من ذلك كله أن لجنة التقويم حددت ثمن الأرض في 3 دراهم للمتر المربع، وإلى حدود اليوم لم تتوصل الأسرة ولو بدرهم واحد.

مأساة أسرة الزكاف مجرد عينة لمأساة جماعية، تعود إلى أواخر ستينيات القرن الماضي، راح ضحيتها عشرات الأسر من أبناء حي طنجة البالية الذين انتزعت منهم أراضيهم قهرا، التي كانت هي مصدر قوتهم اليومي، وكانت تعرف عند أهل طنجة ب" الجنانات"، لكونها كانت معروفة  بإنتاج الخضر والفواكه،  بدعوى إنجاز مروح سياحي ضخم، أطلق عليه مشروع خليج طنجة، وتم استصدار قرار نزع الملكية، ونفذ قرار الإفراغ بسرعة قياسية، لكن وبعد مرور حوالي 45 سنة على هاته الجريمة، فإن الضحايا لم يتوصلوا بأي درهم من التعويضات الهزيلة التي أقرتها لجنة التقويم، في حين تحولت الأراضي، التي قيل لهم أنها ستخصص لإقامة مشاريع سياحية، بقدرة قادر، إلى فيلات فخمة لكبار المسؤولين والنافذين في ذلك الزمن الأغبر، كل ذلك جرى أمام صمت رهيب لكل الذين تعاقبوا على الترشح بمدينة طنجة وتحمل مسؤولية تمثيلهم بالمؤسسات المنتخبة وطنيا ومحليا...

موقع "طنجاوي" قرر نفض الغبار عن هذا الملف الخطير، وسيشرع قريبا في كشف خباياه الحارقة، وكيف انطلق مشروعا سياحيا ضخما، فإذا به يتحول إلى دجاجة باضت ثروات ضخمة في جيوب كبار القوم وعليتهم...



الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@