طنجاوي - غزلان الحوزي
خلصت صحيفة "ال الباييس"، اليوم الجمعة، في مقال لها عن الأزمة بين المغرب واسبانيا، انها وصلت إلى نفق مسدود. فالحكومة المغربية التزمت الصمت منذ فجر الأربعاء بعد عودة غالي إلى الجزائر، الرباط لم تعلق على خروجه من اسبانيا، ولا تجيب عن مكالمات السلطات الاسبانية لحل أزمة القاصرين بسبتة، ووضعية المغربيات المتواجدات بويلبا..
وامام هذا المأزق، تدرس الحكومة الاسبانية القيام ببادرة لحل الأزمة وتفادي تصعيد جديد، حيث يتوقع أن يقوم وزير اسباني بزيارة إلى المغرب أو اتصال هاتفي من الملك فيليبي السادس.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن الوضع الحالي جد خطير، لأن عدم الثقة مستحكم بين الطرفين، وأي حادث سواء كان بريئا أو بالصدفة من الممكن أن يساء فهمه، أو يتمخض عنه استفحال الأزمة.
فالمغرب تؤكد الصحيفة، لم يتخذ خطوة جديدة في التصعيد (مثل طرد السفير بالرباط أو إلغاء التعاون الأمني)، لكنه يغض الطرف عن مكالمات مدريد لمواجهة المشاكل التي لم تعد تتقبل المزيد من التأخير؛ هناك ألف قاصر وحوالي 500 إخرين دخلوا مؤخرا إلى سبتة المحتلة لازالوا عالقين، و12 ألف و600 عاملة موسمية مغربية انتهت عقود عملهن، وينتظرن فتح الحدود للعودة إلى عائلاتهن، وكذلك عملية العبور التي بقي لها فقط 11 يوما لاستئنافها رسميا، والمغرب لم يوضح حتى الأن إذا ما كان يفكر في تنظيمها أو إلغائها مثل السنة الفارطة.
ووفق المصدر ذاته، فان من أولويات الحكومة الاسبانية عودة العلاقات على وجه السرعة إلى طبيعتها، ولتهدئة الخلاف، تدرس القيام ببادرة لطي صفحة الخلاف مع المغرب، وأول بادرة قامت بها كانت إخبار المغرب أولا بمغادرة غالي للبلاد و-هي غير مجبرة على ذلك -، عدا ذلك استجابتها إلى تحذيرات المغرب عندما قال أن خروج زعيم البوليساريو بالطريقة التي دخل بها سيزيد من تعميق الأزمة، والاضرار بالعلاقات الثنائية، ما يعني ذلك اعترافا ضمنيا بأنه كان خطأ عدم إشعار البلد الجار عندما دخل إلى "لوغرونيو" يوم 18 أبريل للعلاج.
وأشارت الصحيفة أن هذه البادرة غير كافية وفق بلاغ وزارة الخارجية المغربية يوم الاثنين الماضي، عندما حذرت الرباط من أن مثول غالي أمام القاضي دون اتخاذ أية إجراءات احترازية ليس كافيا لإنهاء الأزمة.
اسبانيا/المغرب: أزمة عميقة
وقالت الصحيفة نقلا عن نفس المصادر الدبلوماسية، أن البادرة التي تتطلع إليها الحكومة تتجلي في ارسال وزير لتقديم شروحات إلى المغرب.هي نفسها التي ظلت الحكومة متشبتة بها (أنها استقبلت غالي لأسباب انسانية بحثة)، وتتطلع كذلك إلى اتصال هاتفي من الملك فيليبي السادس إلى العاهل المغربي محمد السادس، حيث تعتبر العاهل الاسباني سندا منهما، رغبت حكومة سانشيز في اللجوء إليه منذ بداية الأزمة، لكنها تراجعت وشددت على أن المصالحة تستغرق وقتا، لأن "الجرح لم يندمل بعد". ولذلك فهي تفضل الانتظار لحين انتهاء الأزمة وبداية مرحلة جديدة.
وأضافت الصحيفة، أن هناك احتمال آخر مطروح على الطاولة يتمثل في الوزير المرشح لزيارة الرباط، وهو إجراء اعتمدته اسبانيا في أزمات ثنائية سابقة؛ المرشحة الأولى هي وزيرة الخارجية أرنشا لايا غونساليس لكنها قد تجد بيئة عدائية في البلد الجار، بحكم أن الرباط صبت غضبها على الخارجية الاسبانية، و بالتالي فإن الجسور الدبلوماسية مقطوعة، فلايا تحدثت مع نظيرها الفرنسي جان إيف لودريان، هذا الأخير اتصل بناصر بوريطة. أما المرشح الثاني فيبقى وزير الداخلية فيرناندو غراندي مرلاسكا.