طنجاوي
في خضم الأزمة المتواصلة مع الرباط، كان وزير الخارجية الإسباني الجديد يطمح إلى زيارة المغرب الذي وصفه بـ”البلد الجار” و”الصديق العظيم” في أول تحرك رسمي؛ لكن هذا المطمح سرعان ما تبدد لدى القادة الإسبان، بعدما تبين أن المغرب لا يرغب في فتح قنوات التواصل في الوقت الحالي.
وعندما لم يتلق أي إشارة إيجابية من الرباط، منذ أن طرح الفكرة مباشرة عقب تعويضه لأرانتشا غونزاليس لايا إثر إعفائها من مهامها، قرر ان تكون له اول زيارة خارجية ألى العاصمة البريطانية لندن.
وكتبت صحيفة "إل الباييس" أن ألباريس توجه إلى المملكة المتحدة بعدما قدم عدة إشارات إلى المغرب مفادها أنه يرغب في زيارة الرباط من أجل طي صفحة الأزمة المستمرة منذ شهر أبريل الماضي، تاريخ دخول زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، إلى الأراضي الإسبانية بشكل سري بهوية مزورة، مضيفة أن الحكومة المغربية لم تحدد أي موعد للمسؤول الحكومي الإسباني ولم تقدم أي إشارة على رغبتها في إنهاء المشكلة.
وحسب ذات المصادر ة، فإن ألباريس يضع حل الخلاف مع المغرب على رأس أولوياته، كما أن قصر "مونكلوا" كان يأمل في أن تؤدي إقالة سابقته غونزاليس لايا إلى تخفيف التوتر الدبلوماسي، غير أن الرباط "لا تجعل الأمر سهلا" وتتعامل مع إشارات مدريد ببرود، ولا تُصدر أي تلميح إلى رغبتها في إذابة الجليد حتى الآن.
ويبدو أن الأزمة وصلت إلى طريق مسدود. لكن فقط في الظاهر، لأن مفاوضات مكثفة تجري بشكل غير علني، بحسب مصادر دبلوماسية نقلت عنها "ال باييس". بعد مرحلة كان الاتصال الوحيد فيها من خلال وسطاء – مثل المفوض السامي للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وأعضاء آخرين في المفوضية الأوروبية – إلى جانب اتصالات مباشرة على الجانب الإسباني، كانت عن طريق السفير في الرباط، ريكاردو دييث هوشلايتنر، والمديرة العامة لشؤون المغرب العربي في وزارة الخارجية، إيفا مارتينيث، التي تركت منصبها يوم الثلاثاء الماضي. في يونيو وأوائل يوليوز، أجرى كلاهما محادثات مع السفيرة بنيعيش، التي تواصل إدارة العلاقات مع إسبانيا من الرباط.
وتقول المصادر التي نقلت عنها "ال باييس" أن “الخطر هو إنهاء الأزمة بطريقة زائفة وتكرارها بعد فترة”. لتجنب ذلك، اقترحت إسبانيا مراجعة كاملة للعلاقات الثنائية لتوضيح موقف كل بلد في الفصول الشائكة.