أخر الأخبار

طنجة تحت المطر".. إصدار جديد عن رحلة الفنان الفرنسي "هنري ماتيس" إلى طنجة

طنجاوي

 

توصلت المكتبات الفرنسية في طنجة بكتاب جديد، للروائي الجزائري عبدالقادر جميعي. ترجمة الشاعر والروائي المغربي محمود عبدالغني.

 

ويضم المؤلف الجديد، الذي جاء بمثابة تكريم لـ هنري ماتيس، سلسلة من الصور يسترجع فيه الكاتب الجزائري من خلال روايته رحلة الفنان التشكيلي الفرنسي "هنري ماتيس" وزوجته إميلي إلى طنجة، العام 1912. وكان حينها قد أحدث ثورة في عالم الفن بباريس مع اللوحات الفنية "البرية" والمتعددة الألوان، والتعبيرية والمناظر الطبيعية التي وصفها النقاد بالأسلوب "التوحشي" في أعمالهم.

 

ويوم وصوله إلى طنجة، كان الجو عاصفاً والأمطار تتساقط بغزارة، وقد استمر هذا الجو الرمادي خمسة عشرة يوماً، ما جعله يكتب لصديقه الفنان ماركيت: "يا إلهي، ما الذي سأفعله؟ سيكون الأمر سخيفا لو قررت العودة. إن الإضاءة في طنجة رائعة، لكن الطقس سريع التحوّل". وحين استعادت سماء طنجة صفاءها المعتاد، شعر بغبطة كبيرة دفعته إلى الكتابة لصديقه كاموان في بداية مارس: "إن الضوء هنا ناعم للغاية، إنه شيء آخر غير الذي اعتدناه في (شمال) حوض المتوسط".

 

استمر مقام ماتيس في طنجة حتى 14 أبريل 1912، أبدع فيها لوحات، استقبلها النقاد بحفاوة كثيرة، وهناك من اعتبرها “مؤثرة سواء في بعض مراحل مسار ماتيس، أو في ملامح تطور الفن الأوربي خلال مطلع القرن العشرين”.

 

لم يدم غياب ماتيس عن ضوء طنجة “الناعم للغاية” طويلا، إذ عاد يوم 8 أكتوبر 1912. وظل طيلة مقامه، حتى منتصف فبراير 1913، لاهثا وراء تلك الفضاءات العذراء التي أبعدته عن “المدرسة التوحشية” التي كان أحد مؤسسيها في أوربا.

 

كان ماتيس يبحث عن الجميل الثابت، لأنه كان يميل إلى الرسم وفقا لنموذج، مثل حال جميع الانطباعيين، إلا أنه اختلف عنهم ببحثه عن إضاءة ثابتة، وحدس أن المناخ الأفريقي قد يوفرها له المفكرون، يقول بيير شنايدر، الباحث الفرنسي في تاريخ الفن.

 

هناك من النقاد من يرى أن مجيء ماتيس إلى طنجة اندرج في إطار انخراط المثقفين والرسامين في الترويج للأهداف الاستعمارية لحكومة بلدهم، خاصة وأن زيارته جاءت غداة توقيع الحماية.غير أن ماتيس نفي ذلك، مشددا على أنه كان منهمكا “في البحث عن ذاته عبر سعيه نحو أنماط فنية مختلفة”.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@