أخر الأخبار

أحداد يكتب: آفة الصحافة.. المبالغة

طنجاوي 

كتب محمد أحداد، الصحافي المغربي بمجلة الصحافة التابع لمعهد الجزيزة للإعلام تدوينة ناقش فيها خطورة المبالغة في التغطية الصحافية، هذا نصها: 

تزدهر المبالغة في الأزمات والحروب والانتفاضات.  كان بيير بورديو دقيقا جدا حين قال إن المبالغة وسيلة في يد الجماهير في مواجهة الأنظمة التي تملتك الحق في ممارسة العنف المشروع. لكنها ليست وسيلة في يد الصحفيين، حيث تتحول إلى وسيلة للاغتيال السياسي، والتماهي مع هيستيريا الجماهير التي تريد أن يتحول الصحفي إلى مناضل. المبالغة أداة المناضل لإحداث التوازن مع الدولة.
عشت ذلك في الحسيمة، جرادة، تنغير، 20 فبراير، تارجيست... يريد المناضلون والمحتجون أن تتحول إلى صوت لهم، ولو تعارض مع الحقيقة بمبرر أنك تواجه الأنظمة. مشكلة المبالغة هي كالتالي: أن الحدث يكون حقيقيا وصحيحا ويتوفر على كل العناصر المهنية لتغطيته، لكن، على سبيل المثال، إذا كانت شركة المحروقات متهمة بالتهام 17 مليار درهم حسب تقرير لجنة برلمانية رسمية، فإن وسائل التواصل تنفخ في هذا الرقم. أما إذا تجرأت على انتقاده أو التمحيص فستتحول إلى خائن إلى الجماهير الشعبية، التي تتوفر على مقصلة أشبه بالتي تتوفر عليها السلطة. في الحسيمة، واجهت معضلة أخرى هي أني ابن المدينة، أي أن مقاومة المبالغة تصبح مواجهة حقيقية ويومية مع العواطف والشتائم... 
تميل الجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي إلى المبالغة: إذا مات 50 في فيضان يصبحون 100، إذا مسؤول سياسي سرق مليار تصبح 100، ولا يمكن لأحد الرد، لأن الهياج أقوى من الحقيقة.
المبالغة تقتل الصحافة، الصحفي كائن ينتمي للمجتمع يضعف، ينحني، لكن نضاله الحقيقي أن يتحقق من رواية السلطة ومن رواية الجماهير أيضا دون أن يتخلى عن قيمته الحقيقة، الدفاع عن الديمقراطية.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@