طنجاوي
يبدو أن جميع المؤشرات تفيد بكون فؤاد العماري، عمدة طنجة السابق، يتجه إلى الانسحاب من الساحة السياسية خلال المرحلة المقبلة، مكتفيا بعضوية مجلس مدينة طنجة.
وحسب مصادر مقربة من المطبخ الداخلي لحزب الجرار بطنجة، فإن إلياس العماري الأمين العام للحزب، هو مهندس قرار انسحاب شقيقه الأصغر من جميع الواجهات السياسية التي كان يشغلها سابقا، إذ تؤكد المعطيات المتوفرة لموقع "طنجاوي" أن فؤاد العماري باتت حظوظه في نيل تزكية الترشح للبرلمان شبه منعدمة، وهو قرار يندرج في سياق متسلسل من قرارات مماثلة، إذ سبق للحزب أن منع فؤاد العماري من ترشيحه لرئاسة مجلس عمالة طنجة – أصيلة، رغم أن حظوظه كانت وافرة للفوز بها، وخلال المؤتمر الوطني الأخير للبام فقد فؤاد عضويته بالمكتب السياسي، وقبل أيام لم يقترحه الحزب كذلك لعضوية مجموعة جماعات البوغاز، المكلفة بالتدبير المفوض لقطاع النظافة بمدينة طنجة والجماعات الترابية الواقعة ضمن المجال الترابي لعمالة طنجة – أصيلة، وهي العضوية التي كانت ستخول له تسلم رئاسة هاته المجموعة بالنظر لكون البام يتوفر على الأغلبية المطلقة.
أولى مؤشرات انسحاب فؤاد العماري من الساحة السياسية كانت بتعيينه قبل حوالي أربعة أشهر مديرا عاما للأخبار والبرمجة بإذاعة كاب راديو، وكان آخرها تعيينه قبل يومين مديرا عاما لإمبراطورية شقيقه إلياس الإعلامية "آخر ساعة" بجميع إصداراتها الورقية والإلكترونية. ما يعني أن فؤاد سيتحمل مسؤولية إدارة الأداة الإعلامية الموازية لحزب الجرار، وهذا يفترض منه التفرغ التام لهاته المسؤولية، ولا يجب أن يجمع بينها وبين أي مسؤوليات سياسية أو انتخابية.
وعن خلفيات قرار ابتعاد فؤاد العماري عن الساحة السياسية كشفت مصادر الموقع، أن إلياس العماري لم يكن ليقبل أن يترأس مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وفي نفس الوقت أن يترأس شقيقه فؤاد إحدى الجماعات الترابية، أو نيل عضوية البرلمان بتراب نفس الجهة.
ولم تستبعد المصادر أن تكون للنتائج الكارثية التي حققها البام بمدينة طنجة، والتي كان يترأس مجلس مدينتها فؤاد العماري، هي الأخرى قد دفعت شقيقه الأكبر إلى إبعاده عن تحمل أي مسؤوليات انتدابية جديدة، مانحا إياه فرصة لمراجعة أوراقه، وإعادة بناء الحزب استعدادا للفترة الانتدابية المقبلة بعد ست سنوات.