طنجاوي
يبدو ان ربيع الابلاق المعتقل السابق في احداث الحسيمة، والمستفيد من عفو ملكي، لم يستوعب بعد ان المغرب بلد قوي بمؤسساته، وان الجميع سواسية امام القانون، وان استقلالية القضاء من اركان وتوابث هاته الدولة الضاربة في جذور التاريخ.
فهذا الشخص خرج في فيديو، امس الاثنين، مباشرة بعد إدانته ابتدائيا باربع سنوات سجنا نافذا، بتهمة السب والقذف في حق مؤسسات البلد الدستورية، يهدد بإحراق نفسه إن تم توقيفه، معلنا رفضه للحكم الصادر في حقه، جاهرا بتحديه للقضاء في ضرب صارخ لاحد مرتكزات دولة الحق والقانون.
هذا التهديد بقدر ما أثار سخرية المتتبعين، بقدر ما فضح عقلية الابتزاز التي لازالت معششة في عقول البعض، من الذين لا زالوا يتوهمون انهم قادرون على لي يد الدولة، والحال انه لم يتعظ من تجربة السجن، ولم يستخلص منها الدروس والعبر، رغم استفادته من عفو ملكي كريم، كان بالأحرى على الابلق ان يعتبره فرصة للتخلص من أوهامه السابقة، وبداية حياة جديدة قوامها الإيمان بدولة المؤسسات، وانه مواطن له حقوق وعليه واجبات
.
ربيع الابلق تعاملت معه الدولة برحمة وشفقة، ومتعته بعفو ملكي، بما يترتب عنه من ٱثار قانونية، وفي مقدمتها انه اصبح مواطنا مثله مثل باقي المواطنين، والدليل ان سلطات الحسيمة قامت بالتصديق على مشروعه المقدم ضمن برنامج التنمية البشرية، شأنه شأن العشرات من الملفات التي تقدم بها شباب المدينة، حيث استفاد من دعم مالي قدره 100 الف درهم، من اجل مساعدته على إقامة مشروعه التجاري الخاص به، والاندماج في سوق الشغل.
لكن بدا واضحا أن ربيع الابلق لم يستوعب كل هاته الاشارات، متوهما انه اكبر من الدولة، وان من حقه ان يتحدى مؤسسات وقوانين البلد، واطلق العنان لتصرفاته الهوجاء، خصوصا وانه بات مدمنا للمخدرات، حيث أصبح فاقدا السيطرة على نفسه والتحكم فيها.
على ربيع الابلق ان يستوعب جيدا انه يعيش في بلد قوي بمؤسساته، وان لا سبيل امامه إلا احترام سلطة القضاء، فهو يحاكم في حالة سراح، والحكم الصادر في حقه هو ضمن اولى درجات التقاضي، حيث لازالت امامه مرحلة الاستئناف ثم النقض، وان الأولى ان يدافع عن نفسه أمام القضاء ويثبت براءته مما نسب إليه من تهم بالأدلة والوثائق، هذا هو سبيله الوحيد، اما أسلوب الابتزاز فعليه ان يعلم انه لم يكن مجديا ولن يكون، وله ان يستوعب الدروس من المصير والمٱل الذي انتهى إليه كل من توهم ان بمقدوره فرض شروطه على الدولة المغربية.