طنجاوي
بعد أزيد من سنتين من الإغلاق، على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد، استقبلت مدينتي الفنيدق والناظور، ليلية الاثنين- الثّلاثاء، الاف العابرين بالفرحة والزغاريد، واصفين هذا اليوم بـ"التاريخي" بعد تفعيل اللاتفاقية الموقعة بين المغرب وإسبانيا بخصوص إعادة فتح معابر مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
وكشفت معطيات صادرة عن مندوبة الحكومة المحلية بسبتة المحتلة أن المدينة استقبلت 1145 شخصا من الوافدين و304 سيارة، فيما استقبلت مدينة الفنيدق 827 شخص و 171 سيارة، فيما عبرا 318 شخص و134 سيارة كانت وجهتهم مناطق مغربية أخرى.
ودخل في المرحلة الأولى، كما كان متفقا عليه سابقا بين المغرب وإسبانيا، المواطنون القاطنون بمدينة سبتة والحاملون للجنسية الإسبانية والمقيمون بالاتحاد الأوروبي، والأشخاص المتوفرون لفيزا شنغن.
وفي هذا الإطار، وضعت السلطات المغربية تدابير صارمة خلال مرحلة الفتح التدريجي، حيث تم اعتماد جواز التلقيح أو شهادة الكشف عن فيروس كورونا لعملية العبور .
وقال عادل، الذي يشتغل في أحد الفنادق، في حديثه إلى وكالة الأنباء "إ في" رفقة طفلته نيرمي، إنه " جد متحمس لرؤية عائلته ووالديه لأنه لم يلتق بهما منذ سنتين، بحكم عمله مشيرا أن معاناته كانت صعبة بسبب الاغلاق، الذي طال مدة عامين لم يتمكن من حضور جنائز في عائلته وهو الان جد سعيد لأنه ابنته ستتمكن من رؤية جديها".
وبالنسبة لبلال مصور كان جد متوتر عند العبور بشوق إلى الفنيدق، حيث يقطن والداه وأصدقاه وأقاربه، يقول أن مكوته في سبتة طويلا كان صعبا للغاية خاصة أنه اعتاد التنقل بين المدينتين بشكل دوري ما قبل الجائحة".
وبالنسبة لحمزة، تذكر كيف كانت أمه تجره على عربة في معبر ترخال، هو اليوم منظم حفلات بسبتة المحتلة، يشتاق كثيرا للمغرب، إلى أناسه اجوائه وشوارعه.. الخروج من سبتة عالم اخر".
وعلى جانب آخر من طوابير فحص الجوازات، كانت دنيا تشاهد الهاتف متحدثة إلى ابنها عبر تقنية الفيديو، والذي لم تراه منذ عامين، تقول لزوجها أنها متخوفة من أن لا يتعرف عليها، لأنها لم تأخذه معها عندما تقرر إغلاق الحدود.
يذكر أن إغلاق جميع المعابر الحدودية الفاصلة بين المدينتين السّليبتين وباقي التراب الوطني، تمّ بتاريخ الـ13 مارس سنة 2020 غداة انتشار فيروس كورونا المستجدّ كإجراء احترازي لمحاصرة الجائحة، لتظلّ المعابر مغلقة من ذلك التاريخ إلى حدود اليوم.
وفيما يتعلق بإدخال واخراج السلع، فقد منعت السلطات المغربية العودة لطريقة التدبير القديمة، حيث سيتم منع جميع أشكال التهريب بما فيها شراء المقتنيات الشخصية على الأقل خلال هذه المرحلة.
ولازال التفاوض مستمرا بين الرباط ومدريد، من أجل تحديد شروط جديدة، قبل توسيع لائحة الأشخاص الذي سيستعملون المعابر الحدودية البرية، بالنسبة لسكان الناظور وتطوان غير المتوفرين على تأشيرة شينغن، والعمال الذين انتهت تصاريح عملهم.