طنجاوي - حمزة الرابحي

طوت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، يوم أمس الثلاثاء، ملفا مثيرا تابعت فيه أخطر عصابة سرقات واختطاف بطتجة، ووزعت على أفرادها 135 سنة سجنا.

وتابع الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بطنجة 9 متهمين بجنايات تكوين عصابة اجرامية والاختطاف والاحتجاز باستعمال ناقلات ذات محرك وذلك بهدف تسهيل ارتكاب جريمة السرقات الموصوفة المقرونة بالتعدد والعنف والتهديد باستعمال السلاح والضرب والجرح بالسلاح والنصب وتزوير صفائح السيارات واستعمالها وحيازة اسلحة بيضاء بدون مبرر مشروع والسكر العلني البين، لتحكم المحكمة على المتهمين "رضوان.ا" و"سعيد.ف" و"منير.ع" بالسجن 20 سنة نافذة لكل واحد منهم، فيما قضت بالسجن 15 سنة نافذة في حق "يونس.ا" و"أشرف.ا" و"زكرياء.ا"، فيما حكمت على المتهمين "رضوان.ا" و"يوسف.ا" ثم "محمد.ا" بالسجن 10 سنة لكل واحد منهم.

قصة إجرامية

اتفق أعضاء هذه الشبكة الإجرامية على خطة محكمة لتنفيذ سرقات دون أن يكتشف أمرهم، خططوا ودبروا ثم شرعوا في مخططهم بعدما أوهموا مرشحين للهجرة السرية أنهم سينظمون رحلات هجرة غير نظامية، استطاعوا من خلالها إقناع العديد من المرشحين القادمين من مدن مختلفة بالتنقل نحو طنجة وبحوزتهم مبالغ مالية مهمة، قبل أن ينصب لهم المتهمين كمينا إذ قاموا باستدراجهم نحو مناطق خالية بطنجة ليسلبوا أموالهم بعد تهديدهم بالسلاح، حيث استمروا في عملياتهم لفترة طويلة قبل أن يلقى القبض عليهم جميعا.

أحلام وكوابيس

هكذا غدت أحلام مرشحين للهجرة غير النظامية كوابيس مخيفة، بعدما شرع المتهمون في تنفيذ مخططهم بعناية، بعدما وضع المتهم "سعيد" إعلانا تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل استدراج مرشحين للهجرة السرية، وسرعان ما انهالت عليه أعداد المرشحين الراغبين بالهجرة، يتم استقبالهم أثناء وصولهم للمدينة، لينقلهم المتهم "رضوان" نحو مناطق غالية، ليشهر أعضاء العصابة أسلحة بيضاء في وجوههم، حيث سلبوا من إحدى الضحايا مبلغا ماليا يتجاوز 18 مليون سنتيم.

لوحات ترقيم مزورة

خطط المتهمون لكل شيء، ولم يتركوا الفرصة حتى لاقتفاء أثرهم، إذ شرع متهمان آخران في تزوير لوحات ترقيم سيارات كانت تحمل المرشحين للهجرة، وكانت كذلك وسيلتهم للهرب نحو وجهات مجهولة، لينجحوا في تنفيذ حوالي 10 عمليات مكنتهم من سرقة مبالغ مالية مهمة، قبل أن يفتضح أمرهم بعد تنفيذ كمين محكم من طرف عناصر الشرطة القضائية بطنجة

شارات دخول

واستطاع المتهمون إقناع ضحاياهم بتنظيمهم لرحلات هجرة ناجحة، بعدما أخبروهم بهجرتهم عبر ميناء طنجة مستغلين وضعهم لشارات ميناء لإيهام السلطات كونهم يشتغلون بإحدى الباخرات لحين وصولهم للضفة الأخرى، هكذا خطط المتهمون بعملياتهم، فمنهم من استدرج ضحاياه الراغبين بالهجرة، وآخرون تكلفوا بالمراقبة والتتبع، وآخرون شرعوا في تهديد الضحايا وسلب ممتلكاتهم.

كمين محكم

شغلت هذه العمليات المتتالية عناصر الشرطة القضائية بطنجة، وظلوا يتتبعون أي خيوط توصلهم للمشتبه فيهم جميعا، لحين الاتفاق مع إحدى الضحايا التي ادعت كونها ترغب بالهجرة، واتفقت مع المتهم "سعيد" على موعد للقدوم لطنجة، وكان رفقتها شرطيان ركبت معها سيارة قادها أحد المتهمين ليلقى القبض عليه، ثم توالت التوقيفات خلال وقت وجيز بعدما استدرجهم سائق السيارة.

نفي وإنكار

لم يجد المتهمون ما يواجهون به ما تابعهم به قاضي التحقيق، لينفوا جميعا التهم المنسوبة إليهم، مؤكدين أنها لا تخصهم ولم يقوموا بأي سرقات، وهو ما أكده دفاعهم الذي التمس الحكم ببراءتهم جميعا، وهي الدفوعات التي لم تقنع المحكمة لتقرر إدانتهم في ملف روع المتهمون فيه مواطنين وسلبوهم منتلكاتهم وأموالهم بطريقة إجرامية مهينة.