طنجاوي- حمزة الرابحي

أدانت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بطنجة، يوم أمس الثلاثاء، ثلاث إخوة قتلوا شخصا بحي "كاساباراطا" شهر يوليوز المنصرم، بعدما دخلوا في شجار عنيف بينهم بسبب خلافات وصراعات ببنهم، لتوزع عليهم المحكمة 80 سنة سجنا في ملف خطف الاهتمام بجلسة يوم الثلاثاء.

وتابع الوكيل العام للملك المتهمين "معاذ.م" و"أمين.م" بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، فيما تابع "عبد الإله.م" بجناية القتل العمد، لتحكم المحكمة على المتهمين الأولين بالسجن 30 سنة، فيما قضت بالسجن 20 سنة في حق المتهم "عبد الإله" كما قضت ببراءة شقيقهم الرابع "محمد.م" والذي تابعته النيابة العامة بجناية المشاركة في القتل العمد في حالة سراح.

معركة دامية

تعود تفاصيل الواقعة لشهر يوليوز المنصرم، عندما استفاقت ساكنة "كاساباراطا" وتجار المنطقة، على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب عشريني على يد إخوة يسيرون فرنسا تقليديا بالمنطقة، بعد صراع وخلافات لم تخل من شجارات وثقتها مشاهد فيديو قدمها دفاع الضحية أثناء مناقشة الملف ليلة أمس الثلاثاء.

واعترف "معاذ" و"محمد" بالمنسوب إليهما من تهم وقال الأول أمام القاضي " علمت أنه اعترض سبيل شقيقي الأصغر، وشرع في ضربه أمام المارة، لم أتمالك أعصابي بعدها لحقته مسرعا قاصدا إنقاذ شقيقي فقط، لمحته فدخلنا في شجار عنيف فطعنته عدة طعنات حتى سقط أرضا"

تصريحات "معاذ" نفسها أكدها شقيقه المتهم الثاني الذي أوضح أن الضحية كان يتفاخر بقوته بالحي ويفرض جزية على التجار والمهنيين بالمنطقة، وقال متأثرا " كان يقصد الفران حيث نشتغل، ويطلب منا أداء 50 درهما بشكل يومي تحت طائلة التهديد إن لم نرضخ لطلبه، استمرت هذه الأوضاع كثيرا قبل أن نثور في وجهه رافضين طلباته لتتطور الخلافات بيننا".

شكايات وخلافات

لم يكن الأشقاء الأربعة الذين اتخذوا من حي "كاساباراطا" مكانا لافتتاح فرن تقليدي لكسب قوتهم اليومي بعدما قدموا من فاس قبل مدة، أن يتحول شجارهم مع الضحية لمعركة دامية، إذ تطورت الأحداث سريعا بعدما رفضوا منحه أي مبالغ مالية أخرى ليدخلوا معه في شجارات متتالية انتهت بتقديمهم لشكاية قبل ساعات من ارتكابهم لجريمتهم الشنيعة، بعدما اعترض الضحية سبيل أحدهم وشرع في تعنيفهم لتثور أعصابهم متجهين نحوه مدججين بسكاكين ليشرعوا في الهجوم عليه حتى سقط أرضا متأثرا بجروحه البليغة.

جريمة استفزاز!

حاول محامي المتهمين إقناع المحكمة بعدم مسؤولية موكليه بهذه الجريمة، بسبب ما تعرضوا له من استفزاز وسب وشتم من طرف المتهم، والذي عمد لإزعاجهم وإهانتهم بشكل دائم، وقال إن الضحية اعتاد أن يجمع جزية من تجار الحي تحت طائلة التهديد مقابل ما يقدمه لهم من حماية، وهو ما رفضه أحد الأشقاء الأربعة ما تسبب في اشتعال الخلافات بينهم، وهي الدفوعات التي لم تقتنع بها المحكمة لتدين المتهمين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة بعقوبات سجنية ثقيلة تتراوح بدورها بين 20 و30 سنة، لتنهي المحكمة فصول ملف شغل ساكنة كاساباراطا لأسابيع عديدة.