طنجاوي
حمل تألق المنتخب المغربي بنهائيات كأس العالم بقطر، اهتمام متتبعي كرة القدم بجودة التكوين داخل أكاديمية محمد السادس التي دشنها عاهل البلاد سنة 2008 بسلا، لتنجح بعد سنوات في إمداد الأسود للاعبين ساهموا بتحقيق أبرز إنجازات كرة القدم الإفريقية.
الأكاديمية التي دشنها الملك عقب المناظرة الوطنية حول الرياضة، والتي وضع فيها الملك الحلول الناجعة للنهوض بالرياضة الوطنية، ما أثمر بعد 14 سنة مساهمتها في إنجاز المنتخب المغربي، والتي تكون ضمن فئاتها السنية ملا من المدافع "نايف أكرد" ثم المتميز "عز الدين أوناحي" وقلب الهجوم "يوسف النصيري" فضلا عن الحارس الثالث للمنتخب المغربي "أحمد رضا التكناوتي".
ولم يكن النجاح الذي تحققه كرة القدم الوطنية بمونديال قطر ليمر دون إبراز تفوق أبرز مركز تكوين كروي بالمملكة، والتي احتضنت أزيد من 50 لاعبا سنة إنشائها، معظمهم احترفوا كرة القدم وخاص بعضهم تجارب احتراف بدول أوروبية على غرار "نايف أكرد" الذي تدرج ضمن فئاتها قبل انتقاله للفتح الرباطي، ليعبر بعدها للدوري الفرنسي حيث لعب لفريقي ديجون ورين، لينتقل هذا الموسم ليجاور استون فيلا الانجليزي.
وكان "يوسف النصيري" قد بزغ نجمه سريعا قبل الانتقال لإسبانيا ليجاور ناديا مالاجا وليغانيس، لينتقل بعدها لإشبيلية الذي فاز معه بالدوري الأوروبي، ثم واصل تألقه بعد إحرازه 27 هدفا في موسم واحد قبل سنتين.
"عز الدين أوناحي" بدوره شرب فنون الكرة داخل الأكاديمية لينتقل للدوري الفرنسي، قبل أن تنفجر موهبته بمونديال قطر ليصبح أبرز نجوم كأس العالم، إلى جانب "أحمد رضى التكناوتي" المرصع بألقابه مع الوداد والذي ضمن مكانا له مع الأسود بمونديال قطر بعد أن تدرج ضمن الفئات السنية داخل الأكاديمية.
وساهمت مؤسسات عمومية وخاصة في تمويل الأكاديمية بإشراف مباشر من طرف الملك محمد السادس، والذي كلف مدير كتابته الخاصة بإدارة الأكاديمية التي كونت عشرات اللاعبين الذين يمارسون بالبطولة الاحترافية سعيا نحو احترافهم بدوريات أوروبية لتقوية المنتخب المغربي.
وجرى تدشين الأكاديمية بغلاف مالي يبلغ 13 مليون دولار، والتي تحتوي على نظام متطور يزاوج بين الدراسة وممارسة كرة القدم، بعد عمليات انتقاء موسعة تطوف مختلف جهات المملكة.
ورسمت الأكاديمية صورة مشرقة حول التكوين الكروي بالمملكة، إذ صارت حديث العالم بفضل تألق المنتخب المغربي، حيث شدد إعلاميون ومتتبعون على ضرورة نقل تجربة الأكاديمية لتعميمها بدول غربية وإفريقية انبهرت بتألق اللاعبين المغاربة بأكبر حدث رياضي.