طنجاوي- حمزة الرابحي
طوت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، أول أمس الخميس، ملف آخر المتابعين في جريمة قتل مواطن سينغالي روعت ساكنة حي بوخالف سنة 2013، لتدين المحكمة المتهم بمسؤوليته في قتل الضحية بواسطة سكين، لتقضي في حقه بالسجن 20 سنة.
وتابع الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بطنجة، المتهم "عمر.ل" بجناية المشاركة بالقتل العمد مع سبق الإصرار، في ملف كان قد أثار جدلا كبيرا أثناء محاكمة المتورط الرئيسي بهذه الجريمة سنة 2014، قبل أن تسفر تطورات عن توقيف متهم آخر ومتابعته بنفس التهم التي اقتنعت بها المحكمة بعد استبعادها لعنصر سبق الإصرار.
وقائع مؤلمة
وتعود فصول الواقعة التي شغلت الرأي العام المحلي والوطنية سنة 2013، لجريمة بشعة راح ضحيتها مواطن سينغالي يقيم بالمملكة بصفة قانونية، والذي دخل في شجار مع مغاربة يقيمون بحي بوخالف، قبل أن يقتحموا شقة كان يقطن فيها الضحية رفقة مهاجرين آخرين، ليشرع أحدهم بطعنه بواسطة سكين على مستوى عنقه بعدما أطفأ شريكه الأضواء داخل الشقة.
وتلت الجريمة مواجهات بين مهاجرين ومغاربة يقطنون بالحي، وهي الأحداث التي كادت تتطور لوقائع مؤسفة قبل تدخل القوات العمومية لتهدئة الأجواء بين الطرفين.
وشم "هتلر"
سنوات تلت الواقعة التي لا زال يتذكرها جيدا من يقطنون بالحي، حتى تقدم شاهد لمصالح الأمن للكشف عن متهم آخر تورط بالجريمة كان يحمل وشم "هتلر" على ذراعه، وهو ما أكده شاهد ثان استمعت إليه المحكمة أول أمس الخميس.
وقال الشاهد "ع.ا" أثناء مثوله أمام القاضي، وهو نفسه من كان متهما خلال المحاكمة الأولى سنة 2014 قبل أن ينال حكما بالبراءة، إنه سمع مهاجرا يصرح أمام حشد من المواطنين بعد ارتكاب الجريمة إن شخصا يدعى "جواد" من طعن صديقه بواسطة سكين على مستوى عنقه، والذي كان يرافقه شخصين اقتحما الشقة أحدهما يحمل وشم "هتلر" وهو نفسه المتهم الذي مثل أمام المحكمة أول أمس الخميس.
واعترف المتهم بوضعه لوشم على ذراعه يحمل شعارا نازيا، مؤكدا أنه لم يرتكب أي جريمة، وانه غادر عمله بالقرب من موقع الجريمة، ليتفاجأ بحشد من المواطنين تجمعوا حول جثة في مشهد لن ينساه أبدا
شاهد ثان قال أمام المحكمة إنه سمع بدوره المتهم الرئيسي يخبر صديقه أنه طعن الضحية وقتله، وأكد أن المتهم "عمر" كان يبعد بأمتار قليلة عن موقع الجريمة دون أن يعلم إن كان قد شارك في طعن الضحية.
تصريحات مضادة
ونفى المتهم ومحاميته تصريحات الشاهد الذي ورط من يحمل وشم "هتلر" بجريمة حي بوخالف، والتي أحضرت محضر جلسة سنة 2014 التي لا تتضمن أي إشارة لتواجد موكلها بموقع الجريمة، حسب ما أكده شهود القضية.
المحكمة تدين
لم تقتنع المحكمة بدفوعات محامية المتهم التي كانت تترافع بحماس كبير أمام القاضي، لتقرر إدانته بعدما ورطه وشمه "النازي" بجريمة حي بوخالف العنيفة التي كادت تتطور لمواجهات متطرفة قبل أن تعود الأمور لسابق عهدها.