طنجاوي- حمزة الرابحي
تختلط المشاعر على ساكنة حي الحداد بعد أيام من صدور حكم قضائي قضى بإزالة لواقط هوائية، حولت حياة الساكنة لجحيم منذ سنوات، فما القصة؟
منذ سنوات شرعت ثلاث شركات اتصالات في تثبيت لواقط هوائية بحي الحداد لتحسين الإرسال الهاتفي بالمنطقة، وهي العملية التي لم تحترم فيها الشركات الضوابط القانونية التي تلزم ترك مسافة فاصلة لا تقل عن 300 متر بين لاقطين، ما تسبب بعدها في كارثة صحية يروي بعض فصولها ساكنة الحي المتضررين من إصابات بداء السرطان لموقع "طنجاوي" وبشكل غريب لم يحدث أبدا قبل تثبيت هذه اللواقط.
تقول أم "عمران" لموقع "طنجاوي" إنها كانت أول المتضررين من تثبيت هذه اللواقط المميتة، بعدما فقدت نجلها "عمران" الذي نهش داء السرطان جسده الصغير قبل أن تتناسل الاصابات وبشكل غريب داخل مربع سكني توجد به هذه اللواقط.
وتؤكد أم "عمران" أنها وبمعية ساكنة الحي طرقوا جميع الأبواب للحد من هذه الكارثة الصحية التي عصفت بحياتهم، فاتحدوا فيما بينهم ثم اشتكوا الشركات الثلاث قبل أن تصدر المحكمة حكمها افرح الساكنة وأزال القليل من معاناتهم مع ما تعرضوا له طيلة سنوات.
وتحكي متضررات أخريات عن جحيم معاناتهم بعد فتك السرطان بأقربائهن، ومنهم من لا يزال يحارب ويعاند المرض الذي حول الحي لقلعة مميتة، ما اضطر بعضهم للرحيل والنجاة بأنفسهم قبل أن تحل بهم الكارثة.
وأوضح "يوسف الورديغي" نائب رئيس مقاطعة بني مكادة، والرئيس السابق لجمعية حي الحداد التي تبنت ملف الساكنة وجابهت تغول الشركات الثلاث، أن هذا الحكم القضائي انتصار لساكنة الحي وصوت الحق، بعدما خرقت الشركات كل الضوابط والقوانين وحولت حياة الساكنة لجحيم لم ينته بعد في انتظار تنفيذ الحكم.
وكان "الورديغي" أول من قام بتبني ملف الساكنة وتحريكه أمام القضاء، قبل أن يترافع حوله المحامي بشكل تطوعي لينصف المتضررين الذين استقبلوه بباقة ورد أثناء زيارته الحي بعد يومين عن صدور الحكم القضائي.