طنجاوي – إسماعل الصادقي
كشف عيسى بن يعقوب، رئيس اتحاد المنعشين العقاريين بطنجة، أن قطاع العقار يعرف تراجعا على جميع مستوياته ومكوناته منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية، وما كان لها من انعكاسات وتأثير على السوق الأوربية، التي تعتبر الشريك الأبرز للمغرب فيما يخص قطاع العقار. لافتا الانتباه إلى أن المغاربة المقيمين بالخـارج يلعبون دورا هاما في إنعاش القطـاع بحيث يركزون في مشترياتهم على دور السكن الاجتماعي والتي يبلغ متوسطها 250.000 درهم. ولكن رغم هذا التراجع، فإن قطاع العقار مازال منتعشا بفعل طلبات مختلف الطبقات الاجتماعية، وذلك بسبب نقص البنية السكنية في المغرب بصفة عامة، و طنجـة بصفة خاصـة.
جاء ذلك في استجواب خص به صحيفة" Aujourd’hui Le Maroc"، مردفا أن القطـاع الأكثر تضررا بهذا التراجـع هو الخاص بـالصنف الراقي "Haut Standing"، حيث عرف رقم المعاملات الخاص به ووثيرة إنجاز المشاريع انخفاضا وصل إلـى 50%. غير أنه يبقـى مطلوبا جدا في المنطقـة السكنية التي تعرف وجود عدة أحياء سكنية راقية ك (إيبيريا وسوق البقر)، ولكن بمعدل منخفض مقارنة بالسابق، يضيف بن يعقوب في ذات الاستجواب، الذي أجرته الزميلة نجاة فيصل.
عيسى بن يعقوب تطرق إلى تصميم تهيئة مدينة طنجة، الذي انتظره مهنيو القطاع طويلا، لكونه سيسمح للمستثمرين والمنعشين العقاريين بـتكوين رؤية مستقبلية حول المشاريع العقارية بالمدينة. كما أن هذا التصميم يقدم الضوابط الجديدة لقطـاع البناء، ويحدد مناطق البناء وقواعده. لكن مع كامل الأسف، يؤكد بن يعقوب، أن المنعشين العقاريين عبروا عن عدم رضاهم عن هاته الضوابط، التي ستكون لها انعكاسات سلبية على قطاع العقار، داعيا إلى الــعودة لضوابط البناء المعمول بها سابقا لتشجيع المنعشين، وتحفيزهم على مواصلة استثماراتهم في هذا القطاع.
بالمقابل طالب بن يعقوب مهنيي القطـاع بتحسين جـودة عروضهم والتأكد من التسليـم في المواعيـد المحـددة، منبها إلـى ضرورة مراجعـة القانون المتعلق بالكراء، والذي يهدف إلى حمايـة الملاك في مواجهة المكترين الغير قادرين على الدفع، بهدف تشجيع الاستثمارات المرتبطة بالبنايات الموجهـة للكراء.
رئيس اتحاد المنعشين العقاريين بعاصمة البوغاز لم يفوت الفرصة دون توجيه رسائله إلى البنوك، داعيا إلى تخفيض الفوائد البنكية، خصوصا للمشترين، لأن ذلك سيشجع على تزايد الطلب على اقتناء الشقق.
وبحديثه عن مستقبل القطـاع العقاري بمدينة طنجــة، عبر بن يعقـوب عن تفاؤل كل مهنيي القطاع بالمشاريع الكبرى التي تهدف إلى إعادة تأهيــل بعض المعالم بالمدينة، وهو ما يدخل في إطـار مخطط طنجة الكبـرى، ذلك ما سيجعل من طنجـة أكثر جذبا للمستثمرين. كما أن إنجاز مناطق صناعية جديدة سيسمح بخلق العديد من مناصب الشغـل، وهو ما يتطلب بناء الكثير من الإقامات السكنية.