طنجاوي
تفاعل يونس دافقير، رئيس تحرير القسم السياسي بصحيفة "الأحداث المغربية" مع قضية مقتل الشاب بدر التي هزت الرأي العام قبل أيام، بمرآب مطعم بمدينة الدار البيضاء.
ونشر دافقير تدوينة مقالا على صفحته الشخصية في الفايس بعنوان " ولد الفشوش هو نتيجة طبيعية وحتمية لوالدين لفشوش".
وفي ما يلي نورد نص المقال:
وبينما نركز على الولد أو البنت المفششين، نغفل عن مصنع الفشوش : الوالدين.
ولد الفشوش يعبر فقط، لما يكبر، عما كان يراه ويسمعه ويتعلمه وهو طفل.
يسمع أنه الأفضل من الجميع، وما منوش جوج، وباباه وماماه بوحدهم شمس مضوية البلاد.
ويربونه على أنه أحسن من الآخرين، وكلشي ديالو، واللي بغاها يلقاها.
يرى الخادمة والشيفور والجرايدي يعاملون باحتقار وعنف في عائلته الثرية، فيرى بدوره في ولاد عباد الله ما يراه أبوه وأمه في خدم البيت: كائنات دونية.
وقد يكون ولد لفشوش نتاج الشتات و العنف الأسري، بأه ومو ما حاملينش بعضياتهم، كل واحد عايش حياتو، كيتلقاو باش يتخاصموا ولا يطلقوا فقط... الدري تيكبر عشوائي، محروم عاطفيا، مستبطن للعنف.
واحد النهار خرج واحد الشاب يفتخر بعائلته، قال أنها ليست أيها الناس، وأنها تعفات من المشاركة في المسيرة الخضراء لأنها عائلة مرموقة .. ماشي بحال خشبيش المغربي.
تبرأت العائلة من كلامه، لكن كلامه كان مصنوعا في بيت الطفولة، زرعته فيه العائلة.
حصل ولاد الفشوش على كل شيء إلا على التأطير التربوي السليم على يد الوالدين.
وحتى ملي يخرجوا رجليه الشواري، لايعاقبونه، يحضرون له هدية كي لا يتأزم نفسيا.
لو كان قاتل عين الذياب تعرض للعقاب من والديه قبل عقاب القانون، لما كرر جريمة قتل ثالثة.
لكنهم اشتروا له سيارة فارهة جديدة. نظرا " لظروفه الاجتماعية" كما جاء في نص الحكم عليه سنة 2018.
روحين غاليتين عند الله لاتساوي غير 7500 درهم في سوق الفشوش.
أقل من ثمن عجلة السيارة التي تدهس أرواح البشر.
يتعلم ولاد الفشوش من والديهم أن كلشي بالفلوس والمعارف، ويرثون عنهم شعار العائلة : والله لاصورتي مني شي خ ...
يقول والدا ولد لفشوش : اضربهم ولاتخف.
يسمع الولد أباه يتباهى بمعارفه، في المحكمة والكوميسارية والجوندارم والمحامين ... والجن والإنس.
كلما زادت معارفه تفشش ابنه أكثر.
في الواقع هناك مسابقة كبرى بين عائلات الفشوش؛ القدرة على الإفلات من الحساب والعقاب.
الإفلات وحده..يجعلك عضوا في هذا النادي الاجتماعي المحمي بالمعارف وباك صاحبي، ولا ماماك أو اختك عشيرتي.
إذا فقدت إحدى هذه العائلات القدرة على الإفلات من العقاب تخرج من النادي الاجتماعي للمحظوظين..
يعرفون أنها فقدت الحماية .. فقدت امتيازها الاجتماعي.
ولذلك يتقاتل هؤلاء لانتشال أبنائهم من جرائمهم. ومن عار أن السي فلان ولدو في الحبس.
هذا لايجوز.
حتى لو مات العشرات على قارعة الطريق ،بسبب برهوش أو برهوشة يحملان كل العقد والأعطاب الاجتماعية لمن استمنوهم على غفلة..
ووراء كل ولد الفشوش، توجد عائلة مفششة، وسلطة فاسدة.
وإذا لم تستأصل الأورام الفاسدة في السلطة، سيبقى ولد الفشوش وبات ومت لفشوش.