أخر الأخبار

بعد دراسة جدوى نهائية.. مشروع نفق المغرب وإسبانيا سينتهي بحلول عام 2040

طنجاوي

 

يُعتبر إنشاء نفق سكك حديدية يربط أوروبا وأفريقيا تحت مضيق جبل طارق (الذي تتم مناقشته حاليا في الكواليس بين الرباط ومدريد) ممكنا من الناحية الفنية بالوسائل الحالية.

جاء ذلك في دراسة جدوى أنجزتها مجموعة صناعية ألمانية رائدة، اكدت فيها ان إنجاز هذا المشروع الضخم للغاية يمكن ان يتم إنجازه في مدى زمني يمتد إلى عامي 2035-2040.

و قدم موقع "أوروبا سور"، تفاصيل جديدة حول هذه الخبرة التي تم الكشف عنها في نهاية أكتوبر، والتي أصبحت مرجعا أساسيا لمشروع كان يُعتبر في السابق من المستحيلات.

 

وبتكليف من الجمعية الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق (Secegsa) من شركة Herrenknecht، الرائدة عالميًا في مجال آلات حفر الأنفاق، خلص التقرير إلى إمكانية إنجاز المشروع رغم بعض الظروف الجيولوجية الأكثر تعقيدا على الإطلاق.

 

 ويؤكد التقرير، أن بناء نفق سكة حديد تحت مضيق جبل طارق "ممكن تقنيا" بتكلفة مالية 296,400 يورو، موضحا أن المرحلة الأولية، بما في ذلك نفق استطلاعي، ستستغرق "ما بين ست وتسع سنوات"، بينما تشير الجداول الزمنية الأكثر واقعية إلى بدء التشغيل "بين عامي 2035 و2040".

 

بنية تحت الماء تواجه قيودا جيولوجية بالغة الصعوبة

 

تُفصّل الدراسة أكثر أجزاء المسار تحديًا، لا سيما أسفل عتبة كامارينال، وهي منطقة ذات "ظروف جيولوجية بالغة الصعوبة"، وتُمثل الجزء الأكثر أهمية الذي سيتم حفره بواسطة آلات حفر الأنفاق. ويشير الباحثون إلى أن الجدوى التقنية للمشروع تتوافق مع استئناف الحكومة الإسبانية العمل في عام 2023، بعد عقود من الدراسات التمهيدية والاتفاقيات الثنائية مع المغرب. 

 

ويؤكد التقرير أن "إنشاء نفق بين إسبانيا والمغرب ممكن باستخدام التكنولوجيا والهندسة المتاحة حتى الآن"، مع التحذير في الوقت نفسه من "تحديات لوجستية ومالية كبيرة".

 

و عهدَت الجمعية الإسبانية للدراسات إلى شركة الهندسة والاقتصاد للنقل (إينيكو) العامة بمهمة وضع اللمسات الأخيرة على تحديث المشروع الأولي، الذي تم طلبه في عام 2021 ويخضع حاليا لعدة مراحل من التحقق. 

 

وتحدد وثيقة التخطيط الفني المقرر إنجازه بحلول غشت 2026، بما في ذلك تصميم النفق الاستكشافي، ومراجعة التحليلات السابقة، وتحديث المسار، والجيولوجيا، والجيوتقنية، والسلامة، والمحطات والبنية التحتية المرتبطة به.

 

مسار طموح مدمج في شبكة السكك الحديدية الإسبانية

 

يتضمن النفق المقترح ممرا تحت الماء بطول 65 كيلومترا تقريبا، منها 40 كيلومترا داخل الأراضي الإسبانية، وينتهي في فيخير دي لا فرونتيرا. يتألف النفق من مسارين أحاديين لنقل الركاب والبضائع، وممر للخدمات والسلامة، ويصل عمقه الأقصى إلى 475 مترا، مما يسمح بإتمام عبور المسافة البالغة 14 كيلومترا بين إسبانيا والمغرب في غضون ثلاثين دقيقة تقريبا.

 

و يشمل المشروع الربط مع خط قادس-إشبيلية، و بمدينة الجزيرة الخضراء، بالإضافة إلى ربطه بالطرق السريعة N-340 وA-48.

 

وتُقدر تكاليف المشروع بالنسبة لإسبانيا بأكثر من 8.5 مليار يورو، شاملة جميع مراحل الإنشاء والمرافق وصناديق الطوارئ.

 

 وتدرس الحكومة إمكانية التمويل المشترك الأوروبي وتوفير موارد إضافية، مثل رسوم السكك الحديدية وخدمات النقل والإمداد وشبكات الكهرباء والألياف الضوئية. ومن المتوقع أن تتزامن الأعمال الأولى مع بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، بينما من المقرر إنجاز المراحل الرئيسية بين عامي 2035 و2040.

 

بحسب خبراء من كلية مهندسي الجسور والقنوات والموانئ في مدريد، "يُعدّ هذا مشروعاً فريداً من نوعه، قادراً على تغيير مسار التنقل بين أوروبا وأفريقيا، وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في المنطقة". وقد تزامن استئناف المشروع في عام 2023 مع زيادة كبيرة في التمويل العام والأوروبي، تحت إشراف السلطات الإسبانية ونظيرتها المغربية.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@