طنجاوي- حمزة الرابحي
لحظات شك قاتلة وهمسات ضعف مدمرة قادت "محمد" نحو جريمة قتل عنيفة لن تمحى من ذاكرة ساكنة منطقة "بوكدور" بضواحي طنجة منتصف شهر ماي المنصرم، عندما باغث جيرانه على حين غرة بعدما قتل جارته لتدينه غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة بالسجن المؤبد.
شك وجريمة
استيقظت ساكنة منطقة "بوكدور" ذات صباح على وقع جريمة بشعة ومروعة، أرعبت رجالها ونساءها وحتى أطفالها، بعدما قام أحد سكانها باقتحام منزل جيرانه وطعن سيدة بواسطة ساتور حتى أزهق روحها البريئة، في واقعة أشبه بمسلسل رعب عاشته عائلة نجيب خلال الساعات الأولى من صباح يوم 15 ماي المنصرم.
يجلس "محمد" داخل غرفة السجن، وأمامه شاشة لمحاكمته عن بعد، وبقاعة المحكمة يقف ثلاثة أشقاء بجوار والدهم ومحاميهم وهم يتابعون محاكمة الجاني الذي حرمهم من والدتهم بواسطة ساتور وجه به طعناته لها دون رحمة.
يقول المتهم محمد وهو بسرد تفاصيل الواقعة " إن المطالبين بالحي المدني شكلوا عصابة تتاجر بالأقراص المهلوسة والمواد الممنوعة، ويهددون ساكنة الحي الذي أقطن فيه، لقد قاموا بتخذيري ولم أدر بعدها ما حدث"
يسأله القاضي حول قتله جارته فيجيب "لم أكن في وعيي، شعرت بغضب شديد بعدما علمت بخيانة زوجتي مع المدعو "نجيب" فقدت أعصابي ولا أعلم ما حدث بعدها".
تخطيط وانتقام
يسرد الضحايا والتكيف العام للملك تفاصيل تلك الواقعة المروعة، يخطط المتهم محمد بطريقة لإنهاء حياة نجيب الذي شك بخيانة زوجته معه، ودون أن يستفسر حول الأمر، خطط لإنهاء حياة غريمه، فحمل معه ساتورا واتجه نحو المنزل الذي يقطنه الضحية رفقة والديه وإخوته، تسلق المنزل وواصل مسيره بحثا عن نجيب، حتى فاجأته الضحية "نعيمة" التي لم تكن تعلم أنها تعيش لحظاتها الأخيرة، فشرع المتهم بطعنها خمس طعنات أزهقت روحها على الفور، فيما استيقظ نجيب وإخوته لينال بدوره حظه من طعنات المتهم دون أن تصيبه بجروح خطيرة.
فر المتهم هاربا وافتضح أمره خلال لحظات، ليتم الإمساك به بعد فترة قصيرة بعدما أرعبت واقعته ساكنة المنطقة.
حكم وإدانة
ساعات تمر ببطئها في ذاكرة محمد وهو ينتظر الحكم الذي سينطق به القاضي، ملتمسا حكما مخففا بعدما طالب محاميه بإعادة تكييف الجريمة الضرب والجرح المفضي للوفاة، ينطق القاضي حكمه "حكمت المحكمة حضوريا على المتهم محمد بالسجن المؤبد". حكم نزل كقطعة ثلج ملتهبة على قلب المتهم، وأراح عائلة الضحية التي نالت تعويضا مدنيا قدره 20 مليون سنتيم، وإن كان هذا الحكم لن يعوض مرارة فقدان والدة في جريمة لن تنساها ساكنة المنطقة لسنوات.