أخر الأخبار

امام الضغط الأمني بمضيق جبل طارق.. مهربو المخدرات يستعملون سواحل كتالونيا كممرات نحو أوروبا

طنجاوي 

 

يعلم الحرس المدني الإسباني جيدا أن "الضغط الامني" طيلة الخمس سنوات المنصرمة دفع بزعماء مافيا تهريب المخدرات خاصة الحشيش إلى الاعتماد على السواحل الشرقية لإسبانيا لإنزال المخدرات بكتالونيا.

 

وتداولت وسائل إسبانية الحوار الذي أجراه ارنيستو سيغورا قائد من الحرس المدني مع وكالة الانباء "أوروبا بريس" حول 

المخطط الذي أطلقته وزارة الداخلية سنة 2018، والذي أكد أن الوحدة الجهوية لمكافحة تهريب المخدرات فقدت سلطتها من حيث مواجهة التهريب.

 

 واعترف المسؤول الأمني أن زعماء المافيا كانوا أقل ظهورا باستثناء زعماء عشيرة " los Castañas"، أحدهما ظهر في فيديو كليب بينما كان مبحوثا عنه، والذي تم إخلاء سبيله بكفالة بينما المحاكمة الكبرى لازالت قائمة.

 

في سنة 2018، توفي قاصر بالجزيرة الخضراء خلال اصطدام بين قاربين، وخلال اسابيع تضاعفت المواجهات بين المهربين والشرطة خلال إنزال المخدرات بالشاطئ كما هو موثق في العديد من الفيديوهات التي صورت في عز النهار.

  

الآن، أصبح المهربون يعتمدون على الوسائل المشفرة في تواصلهم، مثل استخدام وسيلة "Encrochat" من أجل تبييض الأموال، واستخدام شركات كواجهة لتخزين الأموال والاستثمار في العقار وشراء السيارات.

   

  وهناك جانب آخر أكثر شيوعا، وهو أن مهربي المخدرات في الجنوب يعقدون تحالفات مع عصابات صغيرة تحت سيطرتهم لنقل المخدرات من المغرب إلى مناطق نائية بعيدة عن الضغط الأمني.

 

 وفي هذا السياق يدعو إلى التفكير في ضرورة إجراء تغييرات تشريعية لمواجهة هذه الممارسة، بحيث اذا كانت مرتبطة بالاتجار بالمخدرات، تصبح عقوبة جنائيا وليس مجرد عقوبة إدارية. 

 

ويشير إلى أنه "سيكون مهما، كما حدث في يومه مع مرسوم قوارب المخدرات"، في إشارة إلى القاعدة المعتمدة عام 2018 والتي اعتبرت استخدام هذه القوارب "نوعا محظورا".

 

واستعرض القائد سيغورا تطور الخطة الأمنية في مضيق جبل طارق من "نقطة الصفر" لبلديات قادس، وهي الجزيرة الخضراء أو لا لينيا دي لا كونسيبسيون أو طريفة أو سان روكي أو لوس باريوس، إلى المقاطعات الأندلسية الست الحالية التي تنطبق عليها الخطة، والتي أسفر عام 2022 وحده عن اعتقال 5827 شخصا وضبط 273 طنا من المخدرات على يد قوات أمن تابعة للدولة: 80% حشيش، و11% ماريجوانا، وحوالي 8% كوكايين.

 

وتعكس التقارير الواردة من وزارة الداخلية التي اطلعت عليها أوروبا برس أيضا "التوسع الإقليمي" لـ "تجار المخدرات في الجنوب" - نقطة ساخنة أخرى هي نهر الوادي الكبير - ردا على انتشار الشرطة في مضيق جبل طارق، حيث تمكنوا في عام 2022 من تنفيذ 858 عملية، أسفرت عن اعتقال 721 شخصا بجرائم تتعلق بالاتجار بالمخدرات وتهريبها.

 

وارتفع عدد العمليات إلى أكثر من 4600 عملية، أجريت في عدة مناطق بمن فيها المقاطعات الست التي تشملها الخطة الأمنية حاليًا، والتي تركز حوالي 10% منها على شبكات غسيل الأموال والجرائم الأخرى ذات الصلة، وهو الأمر الذي اعتبره قائد الحرس المدني أمرا أساسيا حتى يتم تفكيك الهياكل الإجرامية بصفة فعلية.

 

واعترف المسؤول الامني أن تجار المخدرات المشهورين في جبل طارق، مثل "لوس كاستانيا" أو "إل بانتوخا" أو "إل توماتي"، تمكنوا إعادة تموقعهم رغم الصعوبات وضربات الشرطة الموجعة.

 

وكإجراء احترازي يستخدم المهربون الآن بشكل متكرر الطائرات بدون طيار والرادارات البحرية التي يضعونها في منازل آمنة للكشف عن دوريات الشرطة و سفن الخدمة البحرية.

 

 وبات واضحا قدرتهم على التكيف، لأن لديهم موارد مالية مهمة، كما يتضح من أنهم يستعملون قوارب المخدرات ذات محرك واحد يبلغ طولها ثمانية أمتار وأخرى بأربعة محركات، وطولها 14 مترا لديها القدرة على حمل 4000 كيلوغرام في رحلة واحدة. وتصل سرعتها إلى حوالي 110، كيلومترا في الساعة.

 

و على رأس هذه المنظمات هناك "زعماء" تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاما تقريبا، مخاطون بأفراد عائلاتهم أو بأشخاص مقربين جدا، لهم جذور قوية في منطقة المضيق وأيضا لديهم اتصالات بالمغرب، وهو بلد مهم، باعتباره أحد أكبر منتجي الحشيش في العالم.

 

وأوضحت وزارة الداخلية بقيادة فرناندو غراندي مارلاسكا أنها استثمرت ما يقرب من 11 مليون يورو في الموارد المادية والتكنولوجية، وأن موظفي الحرس المدني والشرطة في المقاطعات الست التي يتم فيها تطبيق خطة "مكافحة المخدرات" قد نمت بنسبة 6.7% ليتجاوز عدد رجال الأمن 24.500 عنصرا.

 

ومن جانبها، ظلت نقابات الشرطة تطالب لسنوات بإعلان منطقة مضيق جبل طارق "منطقة تفرد خاصة"، وهو ما يعني ضمنا توفير حوافز اجتماعية، وتوفير المزيد من الاستقرار للموارد البشرية العاملة بسلك الشرطة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@