طنجاوي
"لم يعد بإمكانك أن تكون يهوديا بحرية في باريس"، تقول س.ب، وهي شابة تفضل عدم الكشف عن هويتها مثل الآخرين، الذين أجريت معهم مقابلات. يقول يانيف، وهو فرنسي يبلغ من العمر 30 عاما: "الحقيقة هي أن جزءا من اليسار الذي يدعي أن لديه برنامجا مناهضا للعنصرية، فهو بتضامنه مع الفلسطينيين يصبح معاديا للسامية".
إن تحقيق هذه الأيديولوجية لتقدم في الانتخابات التشريعية يذكرنا بالخوف من معاداة السامية من جانب الشعب الفرنسي.
ووفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، يعتقد 92% من اليهود الفرنسيين أن اليسار المتطرف هو المسؤول عن ارتفاع معاداة السامية، ويقول 56% منهم إن التهديد الأكبر الذي يواجهونه حاليا هو الأفكار "الإسلامية". مقابل 10% للأفكار اليمينية المتطرفة، بحسب دراسة أجراها معهد إيفوب.
ويضيف يانيف: "لم يعد بإمكانك التمييز بين اليسار المتطرف والإسلاموية ومعاداة السامية بعد الآن".
و ارتفعت الأعمال "المعادية لليهود" "بنسبة 300% في الربع الأول من هذا العام مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023"، واتهم رئيس الوزراء (الحالي)، يوم الاثنين الماضي، في افتتاحية صحيفة لوفيغارو، اليسار المتطرف بمعاداة السامية.
تقول امرأة فرنسية تبلغ من العمر 51 عاما. "في بعض المدارس، لم يعد بإمكانك القول بأنك يهودي. إنهم يتنمرون عليك، ويتجنبونك، ويهينونك..
"ليس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وحده هو الذي أثار هذا الأمر، بل لقد بدأ من جديد منذ فترة طويلة"، يقول ل.ج أن "الأمر سيزداد سوءا إذا وصل اليسار المتطرف إلى السلطة". وحسب استطلاع أجراه معهد Ifop فان 52%من اليهود الفرنسيين سيغادرون فرنسا في عام 2027 إذا تم انتخاب أحد أعضاء هذا الحزب رئيسا.
لكن الأحزاب السياسية ليست مصدر القلق الوحيد. "لقد أصبح العديد من الشباب معادين للسامية، وما عليك سوى رؤية المظاهرات في معهد العلوم السياسية حيث منعوا دخول الطلاب فقط لأنهم يهود".
وعلى هذا المنوال، قال إيف ثريارد في افتتاحية صحيفة لوفيغارو "جارتي لم تعد تجرؤ حتى على قول اسم ابنها بصوت عالٍ في الحديقة، وهي الآن تعيش في خوف مستمر". وختم الافتتاحية بقوله: "أصبح الأمر مقلقا أن نرى يهود فرنسا بدأوا في الاختباء مرة أخرى".