طنجاوي
كشفت معطيات حديثة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عن تسجيل أرقام مقلقة تتعلق بانتشار الأمراض النفسية والعقلية، حيث أظهرت الإحصائيات أن ما يقارب نصف السكان المغاربة (48.9%) يعانون أو عانوا من اضطرابات نفسية خلال حياتهم.
وأوضح أمين التهراوي وزير الصحة والحماية الاجتماعية في تقرير للجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب أثناء مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الصحة بأن الأطر الطبية المتخصصة بالصحة النفسية بالمملكة محدودة العدد حيث بنسبة تعادل من طبيب نفسي لكل 100 ألف نسمة، وهو رقم بعيد عن المعدلات العالمية والأوروبية.
وأكد الوزير أن الصحة النفسية تمثل تحديا جوهريا للصحة العامة في المغرب، مشيرا إلى أن هذه الاضطرابات النفسية تؤثر بشكل كبير على المستويات الاجتماعية والاقتصادية، وتُفاقِمها ظاهرة الوصم المجتمعي التي تعيق وصول المرضى إلى العلاج اللازم.
وفيما يخص الموارد البشرية، أشار تقرير اللجنة إلى وجود 116 طبيباً متخصصاً في الأمراض العقلية و1,365 ممرضاً مختصاً، مما يرفع العدد الإجمالي للموارد البشرية إلى 1,481 فقط. ومع ذلك، يظل هذا العدد غير كافٍ لتلبية الطلب المتزايد.
وبلغ عدد المناصب المفتوحة خلال 2023-2024 في هذا المجال 168، منها 8 للأطباء و160 للممرضين، وعلى صعيد البنية التحتية، كشف الوزير أن الطاقة الاستيعابية الحالية لا تتجاوز 6.43 سرير لكل 100 ألف نسمة، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 13.3 سرير والمعدل الأوروبي الذي يصل إلى 47.3 سرير.
كما أوضح التهراوي أن الوزارة خصصت أكثر من 2% من ميزانية الأدوية للصحة النفسية، حيث يتم رصد حوالي 50 مليون درهم سنوياً لاقتناء الأدوية الأساسية، مشددا على أن العمل جار لإضافة أدوية من الجيلين الثاني والثالث إلى القائمة الوطنية وتخفيض أسعار أدوية مثل مضادات الاكتئاب والذهان.