طنجاوي
نظمت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، من 16 إلى 19 دجنبر الجاري، عملية انتقاء خاصة بالعاملات الزراعيات المغربيات، للمشاركة في “موسم جني الفواكه الحمراء” بإسبانيا.
وسيتم اختيار العاملات في مناطق، فاس ومكناس، ومراكش، وآسفي، وطنجة، وتطوان والحسيمة، وذلك لضمان توزيع جغرافي عادل، وإتاحة فرص متكافئة للعاملات من مختلف مناطق المغرب.
وحسب بلاغ لـ”أنابيك”، فإن عملية الانتقاء تأتي في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا في مجال التشغيل، وتنقل اليد العاملة، مشيرا إلى أن “العملية عرفت حضور ممثلي عدد من المشغلين الإسبان، إلى جانب ممثلي السفارة الإسبانية بالمغرب.
وأشار البيان إلى أن جمعيات مهنية مغربية وإسبانية تنسق من أجل “اختيار العاملات بناء على لوائح وطنية جرى إعدادها منذ عام 2022، حيث تم تحديث بياناتهن وإجراء عملية مراجعة دقيقة لضمان تطابق المؤهلات المطلوبة مع المعايير المعتمدة من قبل المشغلين الإسبان”.
وفي هذا الصدد، أعطت المديرة العامة للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، إيمان بلمعطي، إشارة انطلاق هذه العملية من مدينة طنجة، مشددة على أهمية هذه المبادرة في تعزيز فرص الشغل للعاملات المغربيات وتأمين حقوقهن في إطار الاتفاقيات الثنائية مع إسبانيا.
يذكر أن “أنابيك” تشرف على جميع مراحل الانتقاء، بدءا من استقبال المترشحات والتحقق من هوياتهن، مرورا بتنظيم مقابلات شخصية لتقييم استعدادهن للعمل، وصولا إلى تنظيم لقاءات تعريفية، بحيث يتم خلال هذه اللقاءات إطلاع العاملات على ظروف العمل والحياة في إسبانيا، بما يشمل الحقوق والواجبات، لضمان جاهزيتهن للتأقلم مع بيئة العمل الجديدة.
واختارت ناشطات حقوقيات مواكبات لملف العاملات الموسميات المغربيات في حقول الفراولة بإسبانيا التنبيه مجددا إلى أن المقتضيات التشريعية الجديدة التي حملها قانون عمل المهاجرين بالدولة الإيبرية لم يواكبها “تحسن كبير” لوضعية هؤلاء العاملات، “بالنظر إلى كونهن لا يملكن دراية كافية بهاته المقتضيات، ولا بآليات الدفاع عن حقوقهن ضد انتهاكات المشغلين، من قبيل التواصل مع النقابات الإسبانية”.
ورغم أن الناشطات اللائي تحدثن لجريدة هسبريس الإلكترونية، بمناسبة إعلان جمعية منتجي ومصدري الفراولة اعتزامها استقدام آلاف العاملات المغربيات الجدد، لفتن إلى أن “العاملات اللائي اشتغلن في مواسم ماضية في حقول الفراولة تكونت لديهن معرفة بأهم الحقوق التي يجب أن يتمتعن بها في بيئة عملهن”، إلا أنهن أكدن أن “هؤلاء العاملات شأنهن شأن الجدد يحتجن إلى دورات تكوينية مكثفة حول المقتضيات سالفة الذكر، ينبغي على الوزارة الوصية أن تنظمها أسابيع قبل مغادرتهن صوب ويلبا”.
هؤلاء الناشطات المنتميات إلى فيدرالية رابطة حقوق النساء تحديدا، التي كانت نظمت زيارات ميدانية عديدة إلى الحقول الواقعة بمدينة ويلبا الإسبانية على وجه الخصوص، يقلن إنهن مستعدات للمساهمة في تنظيم وتأطير هذه الندوات، ومساعدة الدولة على مواكبة أوضاع هؤلاء العاملات بعد سفرهن، غير أنهن يشتكين غياب آليات للتواصل مع الوزارة بشأن هذا الموضوع.