طنجاوي - بقلم: زيد حيون
يشهد سعر القهوة، المشروب الملكي على موائد الإفطار وحول العالم، ارتفاعا جنونيا ومستمرا أثقل كاهل المستهلكين.
فقد كشف تقرير تحليلي نشرته الصحافة العالمية أن سعر القهوة ارتفع بنسبة مذهلة بلغت 136% في غضون أربع سنوات فقط، منذ عام 2021 بالضبط.
وتشير التوقعات إلى أن هذا الارتفاع ليس في طريقه إلى الانخفاض في المستقبل القريب،بل إلى الارتفاع
"الصاروخي" .
وتؤكد المعاهد الوطنية للإحصاء أن القهوة أصبحت من أكثر المنتجات التي ارتفعت أسعارها منذ منتصف عام 2024، متجاوزة مادتي الزيت والسكر.
ولتوضيح حجم الزيادة لابد من الإشارة إلى أنه :
في عام 2021، كان أرخص مزيج من القهوة المطحونة في المتاجر الكبرى يكلف حوالي 1.22 يورو لكل 250 غراما.
في الوقت الحالي، يصل متوسط سعر الكمية ذاتها إلى 2.86 يورو، أي أكثر من الضعف.
وقد دفع هذا الارتفاع الأسر إلى إعادة النظر في استهلاكها، وتحول البعض إلى أنواع أرخص ،مثل القهوة سريعة الذوبان بدلا من القهوة حبوب أو المطحونة.
ما هي الأسباب الأربعة وراء ارتفاع أسعار القهوة؟
تعود الزيادة الحادة في سعر القهوة إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي تؤثر على سلسلة الإنتاج العالمية:
المشاكل اللوجستية والنقل: فقد أدت الصعوبات في سلاسل الإمداد العالمية إلى ارتفاع تكاليف نقل المواد الخام بشكل كبير.
سوء المحاصيل والظواهر المناخية: عانت دول رئيسية منتجة للقهوة مثل فيتنام والبرازيل وكولومبيا من ظواهر مناخية قاسية كالجفاف، مما أضر بالمحاصيل وقلّل العرض العالمي.
القوانين الأوروبية الجديدة: فرضت التشريعات الأوروبية الجديدة المتعلقة بالاستدامة وإمكانية التتبع تكاليف إنتاج إضافية حتمية على المزارعين والموردين على حد سواء.
زيادة الاستهلاك والمضاربة: ساهم الارتفاع في الاستهلاك العالمي، بالإضافة إلى المضاربة المتزايدة في أسواق العقود الآجلة للسلع، في دفع الأسعار صعودا.
نظرة مستقبلية متشائمة
يتوقع خبراء الاقتصاد أن أسعار القهوة ستستمر في الاتجاه الصعودي، استنادا إلى "تأثير الريشة والصاروخ" (Pluma y Cohete): الأسعار ترتفع بسرعة كـ "الصاروخ"، لكنها تنخفض ببطء كـ "الريشة". فعلى الرغم من أن أسعار القهوة في المنشأ انخفضت بين عامي 2022 و 2024، لم يشعر المستهلك بهذا الانخفاض.
وتشير التحليلات إلى أن "استراحة منتصف النهار مع فنجان القهوة" ستظل مكلفة، دون وجود مؤشرات واضحة على أن هذا الواقع سيتغير قريباً.
