طنجاوي
تنظم أبرشية طنجة، اليوم الأحد (19 يناير) حفلا تكريميا لتسليط الضوء على حياة الأب خوسي ماريا ليرشوندي، أحد الشخصيات التي تركت بصمة مميزة في المجال الثقافي والاجتماعي في المملكة المغربية خلال القرن التاسع عشر.
ويأتي هذا التكريم، الذي أطلقه رئيس أساقفة طنجة المونسنيور إميليو روشا غراندي، - بحسب بلاغ للجهة المنظمة - كجزء من جهود الحفاظ على الذاكرة التاريخية وتقدير الشخصيات التي ساهمت في تعزيز التفاهم الإنساني.
وسيتم خلال اللقاء الإعلان رسميًا عن بدء دراسة معمقة حول حياة الأب ليرشوندي وإرثه.
وسيحضر هذا الحفل عدد من المؤرخين والباحثين وأعضاء اللجنة المكلفة بالبحث في مسيرته وإسهاماته التي تخدم التفاهم والتعايش بين الثقافات.
وولد الأب خوسيه ماريا ليرشوندي في بلدة أوريو إقليم غيبوثكوا بإسبانيا في الرابع والعشرين من فبراير عام 1836، وانضم إلى الرهبنة الفرنسيسكانية عام 1856 بعد بضع سنوات، وصل إلى المملكة المغربية حيث أمضى أكثر من ثلاثة عقود في خدمة المجتمع والتعليم والعمل الثقافي.
ومن أبرز إنجازاته إنشاء مدارس ومعاهد لتعليم اللغة العربية، بالإضافة إلى تأسيس مطبعة عربية إسبانية في طنجة، التي ساهمت في تعزيز التبادل الثقافي. كما دعم العديد من المشاريع الاجتماعية، مثل المستشفى الإسباني وحي "كاساس باراتاس" الشعبي، مما يعكس التزامه بخدمة المجتمع المحلي.
اشتهر الأب ليرشوندي أيضًا بمهاراته الدبلوماسية، حيث لعب دورًا في تعزيز التفاهم بين سلطات المملكة المغربية والإسبانية، وكان على دراية كبيرة باللغة العربية والثقافة المحلية. كما أنشأ خارج المملكة المغربية كلية "سيدة ريغلا" في إسبانيا، والتي كانت مخصصة لتأهيل المرسلين العاملين في المملكة المغربية والأراضي المقدسة.
وتوفي الأب ليرشوندي في طنجة عام 1896 ، ومنذ ذلك الحين يُنظر إليه كشخصية تركت إرثا مميزًا في الجوانب الإنسانية والثقافية والاجتماعية.
وسيبدأ هذا المسار بجمع الشهادات والوثائق التاريخية، إلى جانب دراسات متخصصة من قبل باحثين وخبراء، بهدف تسليط الضوء على إسهاماته في تعزيز التفاهم الثقافي والاجتماعي.