طنجاوي
تحولت ضواحي مدينة “خاكا” بإقليم “ويسكا” الإسباني إلى مسرح لمطاردة مثيرة، انتهت بإحباط عملية تهريب نوعية استهدفت نقل 400 كيلوغرام من الحشيش إلى فرنسا، ضمن عملية أمنية معقدة نفذتها عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية، بتنسيق مع جهاز “يوروبول” وبدعم من الاتحاد الأوروبي.
ووفق بلاغ للحرس المدني، تم رصد قافلة مكونة من ثلاث مركبات، اعتمدت أسلوب “القافلة السريعة” المعروف في عالم التهريب، حيث تتقدم سيارتان لتأمين الطريق والتبليغ عن الحواجز، بينما تتولى شاحنة صغيرة نقل الشحنة المحظورة.
وعند تدخل العناصر الأمنية لاعتراض القافلة، أقدم سائق الشاحنة – التي تحمل لوحة مزورة، تبين انها مسروقة في فرنسا – على دهس بعض العناصر الأمنية، محاولً الهرب وسط الحقول، قبل أن يفلت من قبضة الشرطة.
وفي عين المكان، جرى اعتقال ثلاثة فرنسيين كانوا على متن سيارات المرافقة، تتراوح أعمارهم بين 20 و34 سنة، بينما أسفرت تحريات اليوم الموالي عن مداهمة شقة مستأجرة في “ماربيا”، حيث تم توقيف عنصرين إضافيين يشتبه في انتمائهما لنفس الشبكة.
وكشفت التحقيقات التي انطلقت منذ نونبر 2024، عن شبكة إجرامية شديدة الاحتراف، تعتمد على تنقلات دائمة بين إسبانيا والمغرب وفرنسا، وتستعمل وثائق مزورة لاستئجار مركبات تستبدل باستمرار، في محاولة للتشويش على أجهزة المراقبة. كما تبين أن بعض السيارات كانت مسروقة في فرنسا، وتحمل لوحات “مضاعفة” تعود لأرقام مركبات من نفس الطراز.
الغريب في الأمر أن الشبكة لم تكتف بنقل المخدرات، بل رصد اقتناؤها لأدوات خطيرة كالمناشير والأغطية البلاستيكية والمفكات، ما أثار شكوكا حول احتمال وجود نوايا لاختطاف أشخاص أو تنفيذ أعمال انتقامية، مما عجل بتدخل السلطة القضائية واتخاذ تدابير استباقية.
وتم إيداع ثلاثة من الموقوفين في السجن الاحتياطي، فيما تواصل السلطات الأمنية البحث عن السائق الهارب، وتحليل الوثائق والمعدات المحجوزة، في حين لا تستبعد اعتقالات جديدة في الأيام المقبلة.
جدير بالذكر أن هذه العملية نفذت ضمن برنامج أوروبي لمحاربة الجريمة المنظمة، بتمويل مباشر من صناديق الأمن الداخلي، التابع للمفوضية الأوروبية للهجرة والشؤون الداخلية، ويهدف إلى دعم الدول الأعضاء في تفكيك الشبكات الإجرامية التي تشكل تهديدا لأمن القارة.