طنجاوي
نظم فرع مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بطنجة أصيلة في إطار برنامجها الثقافي "أستاذ وكتاب" وبشراكة مع جمعية طنجة بين الأمس واليوم، أمس السبت (26 أبريل)، حفل قراءة توقيع كتاب "المركب المينائي طنجة المتوسط التفاعلات المجالية والأبعاد التنموية" لمؤلفه بدر الدين محمد الرواص.
ويهدف الكتاب الذي يقع في 188 صفحة إلى إثراء البحث العلمي بالمغرب بمواضيع جغرافية، كإشكالية المشاريع الاستراتجية وعلاقتها بالتنمية المحلية.
ويسلط المؤلف أيضا، الضوء على المقاربة المينائية باعتبارها شكلا جديدا للمعالجة في الدراسات الجغرافية، من خلال دراسة ميناء طنجة المتوسط كمشروع مينائي استراتيجي.
وفي هذا السياق قال بدر الدين محمد الرواص، إن "المملكة المغربية راهنت على التموقع بمضيق جبل طارق، وتحقيق بعدين استراتيجيين متوسطي وأطلسي كمحورين أساسيين للاشتغال".
واعتبر الرواص، في تصريح صحافي، أن "هناك رؤية ملكية متبصرة للمشاريع الاستراتيجية التي يجب أن يهتم بها المغرب ضمن تصور شامل هو [الاقتصاد الأزرق]، والعلاقات الجديدة التي نسجها على مستوى المنطقة الأورومتوسطية والإفريقية على قاعدة [جنوب-جنوب، ورابح-رابح]".
وأكد المتحدث ذاته على أن الموانئ هي "آلية استرتيجية ومنصات لوجستية ورافعة للاقتصاد الوطني، وهو ما يتطلب تقديم عرض مينائي منافس قادر على منافسة الدول المينائية، إلى جانب المبادرة الملكية الأطلسية بالنسبة لدول إفريقيا جنوب الصحراء".
من جهته، رأى عبد السلام بوغابة، أستاذ التعليم العالي بشعبة الجغرافيا بكلية الآداب بتطوان، أن "موضوع الكتاب ليس كلاسيكيا أو تقليديا، لكون البحر هو مستقبل المغرب لما يوفره من فرص اقتصادية واستثمارية مهمة".
وأوضح في مداخلة له أن "ميناء طنجة المتوسط إلى جانب موقعه الاستراتيجي هو أيضا، مشروع لتنزيل الإستراتيجية المينائية التي تبنتها المملكة منذ عقدين تقريبا للانتقال من الموانئ البحرية الصغيرة إلى أخرى كبرى عالمية، بما يتوفر عليه من تجهيزات لوجستية فريدة وقليلة على صعيد حوض البحر الأبيض المتوسط".
بدوره، سجل خالد شطيبات، الإعلامي بإذاعة طنجة الجهوية أن هذا المنجز العلمي والأكاديمي هو "من المؤلفات القليلة على مستوى الجهوي والوطني التي اهتمت بالميناء المتوسطي، ومقاربته مقاربات متعددة، على اعتبار أن مثل هذه الأوراش الاقتصادية المهيكلة ليس لها".
وسجل، في كلمة تقديمية له، الكتاب يكتسي أهمية كبرى لكونه يبرز حجم هذا المشروع الاقتصادي الوطني الذي يعتبر الأول على المستوى القاري والمتوسطي والذي يعد من أهم المركبات المينائية عالميا.
وأشار إلى أن الرواص "لم يقتصر فقط ضمن دفتي الكتاب على إعطاء أرقام ومعطيات ومؤشرات فقط، بل حاول أن يربط بينها ليقدم رؤية شمولية وواضحة حول هذا المركب المينائي، في أبعاده الجيواستراتيجية لما يمثله من رهانات اقتصادية كبرى للمملكة".