أخر الأخبار

حين يولي الزمن ظهره لفنان تشكيلي من عظماء مدرسة تطوان

طنجاوي- بقلم: عبد العزيز حيون

 

قبل أيام قليلة، نبه الصديق سعيد المجاهد وأخي محمد طارق حيون وكذلك ثلة من الصحافيين والجمعويين بمدينة تطوان، مشكورين، لحالة الفنان التشكيلي الكبير العلمي البرتولي، الذي يعد من طينة كبار مدرسة تطوان التشكيلية العريقية، والذي لا يحتاج مني إلى تعريف خاص وهو الذي يعرف العالم المهتم تفاصيل إبداعاته منذ زمن بعيد.

 

التعاطي مع حالة الفنان التشكيلي الكبير العلمي البرتولي الصحية والمالية لا يجب أن يكون من باب الالتفاتات الموسمية التي تمليها الظروف الطارئة وشذرات الإحسان، وإنما يجب أن يندرج ضمن الواجب الحتمي لتجاوز ظرفية طارئة يعيشها الفنان التشكيلي المرجعي، وهي تسائلنا جميعا ليس نحن فقط أهل تطوان وتلامذته ومحبيه في الله بل وتسائل كل المواطنين المغاربة عشاق فنه الناضج، لأن هذا الفنان الأصيل مثلنا جميعا ورفع راية البلاد في دول كثيرة حتى في إيطاليا معهد الفنون والحضارات.

 

اللحظة التي يعيشها الفنان التشكيلي والمربي الصادق الذي درسنا في ثانوية القاضي عياض ويجاور بيتنا في تطوان، يجب أن تحرك فينا مشاعر إنسانية حقيقية وتنبهنا الى غفلات الزمن التي قد تصيب هذا أو ذاك في أي وقت وحين، وحتى لا تغرينا زينة الحياة بمدها وزجرها.

 

 كما أن هذه اللحظة التي يعيشها فناننا الكبير بأخلاقه وتواضعه قبل أن يكون كبيرا بإبداعه، تسائل ضمائرنا الحية وأخلاقنا الأصيلة وقيمنا المجتمعية وشعورنا القوي بالواجب وردود أفعالنا الإيجابية إزاء وضعية نتمنى أن تكون زائلة بتضافر جهودنا وتدخلنا الجماعي كل من موقعه.

 

 ولعلنا باهتمامنا ب"قضية" الفنان البرتولي نعيد الاعتبار لهذا الرجل الفنان الشامخ، الذي ربما يحمر من الاستحياء حتى وهو يسمع ما يقال في حقه من كلمات يستحقها بكل جدارة.

 

يجب أن يعرف الكل أن الفنان العلمي البرتولي لا يقل شأنا عن كبار فناني تطوان، المكي مغارة وأحمد بن يسف وسعد بن السفاج وبوزيد بوعبيد وحسن الشاعر وعبد الكريم الوزاني واللائحة طويلة جدا، وحتى وإن فرقت بينه وبين الأسماء المرموقة السبل المهنية والمادية والاجتماعية فمن الواجب أن نعتبره من عظماء مدينة تطوان لأنه ساهم من موقعه بداية بتربية الأجيال، وهو فعل أخلاقي نبيل يجب أن نوليه الاهتمام الضروري، كما ساهم في بلورة مدرسة تشكيلية لها سمات خاصة وتعتبر من رائدات هذا الوطن الذي يسع للجميع.

 

فالتفاتتنا لهذا الفنان الشامخ، المادية والمعنوية، لا تقلل من شأنه ولا من قيمته الفنية، بل هي تعكس قدرتنا جميعا على التوحد من أجل قضايا نبيلة وتدبير فعل إنساني يساهم حقيقة وعلى أرض الواقع في حفظ ماء وجه هذا التشكيلي المرجعي، وخاصة حين يتعلق الأمر برجل يستحق كل التقدير والاحترام، رغم أن الظروف الطارئة جرته الى وضع لا نتمناه لأحد.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@