طنجاوي
بدأت التوترات تخف تدريجيا في بلدة توري باتشيكو، التابعة لمنطقة مورسيا، بعد الحوادث العنصرية في الأيام الأخيرة.
القنصلية العامة للمملكة المغربية في مورسيا أكدت أنها "تتابع عن كثب هذه الحوادث المؤسفة منذ البداية".
وأكد القنصل العام للمملكة في مورسيا، سناء مروة، في تصريحات صحفية أنها كانت على "اتصال مباشر مع مندوب الحكومة الإقليمية، ماريولا جيفارا، ورئيس الحرس المدني المحلي، فرانسيسكو بوليدو كاتالان".
وأكدت الأخيرة "التزامها بضمان سلامة المغاربة المقيمين في توري باتشيكو". فمنذ الأيام الأولى، أصدرت القنصلية المغربية بيانا أعربت فيه عن "تضامنها مع الجالية المغربية، داعية إلى الهدوء واليقظة". وصرح القنصل العام للمملكة بأنها "نقلت شخصيا إلى السلطات الإسبانية المخاوف التي عبر عنها المواطنون المغاربة في المدينة".
في ظل هذه التوترات، تؤكد سناء مروة أن "الوضع أصبح تحت السيطرة خلال اليومين الماضيين" وأن العودة إلى الحياة الطبيعية جارية. مضيفة أن المجتمع المحلي لم يتوصل بأي إنذارات جديدة هامة، بالإضافة على ذلك، تم وضع تدابير دعم نفسي وقانوني للضحايا.
وحسب سناء "لدى القنصلية خدمة اجتماعية مخصصة لتلبية الاحتياجات الخاصة للمواطنين المغاربة". وأضافت أنها تلقت "مقترحات عملية من جمعيات محلية مستعدة لتقديم الدعم النفسي والقانوني للمتضررين".
من جانبه، أكد قائد الحرس المدني أن خطوط الهاتف متاحة لأي ضحايا للكراهية العنصرية أو العنف المرتبط بالأحداث الأخيرة.
وقد اندلعت الأحداث التي هزت هذه البلدة القريبة من مورسيا ــ حيث يعيش نحو 30% من سكانها البالغ عددهم 40 ألف نسمة من أصل أجنبي ــ بسبب الهجوم الذي استهدف رجل متقاعد يبلغ من العمر 68 عاما، والذي أكد أنه "تعرض لاعتداء من دون سبب واضح من قبل ثلاثة شبان من أصل شمال أفريقي".
هذه الحادثة، التي كان من الممكن أن تبقى حالة معزولة، استغلتها جماعات متطرفة من خارج المنطقة. وساهمت شخصياتٌ يمينية متطرفة عديدة في تأجيج التوترات، لا سيما بنشر رسائلَ كراهيةٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، داعيةً إلى العنف أو تنظيم دورياتٍ مدنية.
تُعدّ أزمة توري باتشيكو جزءا من اتجاه أوسع نطاقا للتضليل الإعلامي وانعدام الثقة بالمؤسسات. وكما يشير تقرير صادر عن عن موقع "إلدياريو آر"، فإن الثقة في وسائل الإعلام التقليدية والقادة السياسيين تتراجع بشكل حاد في إسبانيا، مما يُمهد الطريق لصعود شخصيات متطرفة بديلة.
ويستغل هؤلاء خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي لنشر رسائل مسيسة للغاية، واستغلال مناخ الكراهية، ولعب دور مباشر في تصاعد التوترات، كما حدث في توري باتشيكو.