طنجاوي
نوهت صحيفة “The Scottish Sun” البريطانية، بالتعاون الأمني الوثيق بين المغرب والمملكة المتحدة، الذي أفضى إلى الإيقاع بأحد أخطر زعماء الجريمة المنظمة باسكتلندا.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها، أن الأمر يتعلق بكونور ماكغريغور، البالغ من العمر 32 سنة، والذي تم توقيفه في المغرب في 19 يوليوز 2024، قبل أن يتم ترحيله إلى اسكتلندا مطلع يناير 2025.
وأبرزت الصحيفة البريطانية الدور المحوري الذي اضطلعت به السلطات المغربية في تسليم هذا البارون الخطير بعد تنسيق أمني مكثف مع نظيرتها البريطانية، ما يعكس نجاعة التعاون الدولي في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وقاد ماكغريغور، الذي كان يقيم مؤخرا في إسبانيا، شبكة إجرامية متمركزة في منطقة موراي بشمال اسكتلندا، تنشط في تهريب الكوكايين والهيروين إلى داخل وخارج البلاد، وقد أدار عمليات الشبكة من خلال شبكة الاتصال المشفرة “إنكروشات” (Encrochat)، والتي استخدمها لتأمين منازل آمنة لتخزين المخدرات، وتنسيق عمليات البيع وتوزيع العائدات.
ووفق الصحيفة فقد كشفت تحقيقات، شرطة اسكتلندا ضمن عملية استخباراتية واسعة، أن ماكغريغور كان العقل المدبر للشبكة. ووفق ما نقلته الصحيفة عن المدعية العامة ليندسي دالزيل، فقد كان المتهم يتولى تدبير عمليات شراء المخدرات، وترتيب المدفوعات، واستلام البضاعة، ثم توزيعها على باقي الشبكة لتسويقها.
واعترف ماكغريغور أمام المحكمة العليا في غلاسكو بضلوعه في أنشطة إجرامية منظمة، وتعود وقائع الجريمة إلى الفترة ما بين ماي 2019 ويوليوز 2022، كما ذكرت “The Scottish Sun”.
وأوردت الصحيفة، نقلا عن وثائق المحكمة، أن اختراق شبكة “إنكروشات” من قبل جهات أمنية أوروبية مكّن من تتبع تحركات ماكغريغور، وكشف اتصالاته مع معاونيه، حيث تحدث في إحداها عن بيعه لـ10 كيلوغرامات من الكوكايين شهريا، أي ما يعادل 50 كيلوغراما في خمسة أشهر بقيمة سوقية تتراوح بين 5 و7.5 ملايين جنيه إسترليني.
وتابعت أن نشاطاته لم تقتصر على الكوكايين، بل شملت أيضا القنب الهندي، حيث أقر أنه كان يروّج ما بين 10 و20 كيلوغراما شهريا، ما قد يدر عليه أرباحا بقيمة 228,500 جنيه. ووفقا للمصدر ذاته، يُقدر أنه حقق ما يقارب مليون جنيه من مبيعات القنب خلال خمسة أشهر فقط من سنة 2023.
كما أظهرت المحادثات المسربة عبر “إنكروشات” أن ماكغريغور كان يُشرف أيضا على نقل الهيروين، والأمفيتامين، والمواد المخففة، فضلا عن تحويلات مالية وصلت قيمتها إلى 276,200 جنيه إسترليني خلال خمسة أشهر من سنة 2020.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة ضبطت شحنة كوكايين بقيمة 1.4 مليون جنيه داخل سيارة في مدينة “أفييمور” في ماي 2020، مخبأة داخل حقيبة رياضية، وقد قال أحد معاوني ماكغريغور له عقب العملية: “لقد خسرت خمس علب من الأبيض”، في إشارة إلى الكوكايين.
ولفتت إلى أن إدانة شخصان في هذه القضية بالسجن لمدد بلغ مجموعها 9 سنوات و8 أشهر، فيما صدر حكم آخر بالسجن لمدة 32 شهرا على متورط ثالث، عُثر بمنزله في يوليوز 2022 على كمية من الكوكايين تفوق قيمتها 253,000 جنيه إسترليني، تم تخزينها داخل كوخ خارجي.
وتابعت الصحيفة أن التحقيقات بيّنت لجوء ماكغريغور إلى تجنيد مساعدين مقابل مبالغ أسبوعية لتخزين وتسليم المخدرات، بل ومنحهم كلمات سرّ مشفّرة مثل “يوفنتوس” لتأكيد هوية المشترين، كما كشفت التحقيقات أنه أشرف على عملية لنقل المخدرات من مانشستر إلى اسكتلندا خلال شهري مارس وأبريل من سنة 2020، مع إضافة ما يُعرف بـ”ضريبة العبور الاسكتلندية” (Jock Transfer) على الأسعار لتغطية مخاطر التهريب.
وصدر - بحسب الصحيفة - أمر باعتقال ماكغريغور فور التأكد من مكان وجوده في إسبانيا، قبل أن يتم رصده في المغرب حيث أُلقي عليه القبض، ليتم بعد ذلك تسليمه إلى السلطات البريطانية.
وأشارت إلى أن القاضي توم هيوز قرر تأجيل النطق بالحكم إلى غاية الشهر المقبل، في انتظار إعداد تقارير خلفية، بينما لا يزال ماكغريغور رهن الاعتقال.