أخر الأخبار

بعضهم بطنجة.. تحقيقات بشأن تبييض أموال تلاحق رجال أعمال

طنجاوي

 

وسعت عناصر مراقبة تابعة للهيئة الوطنية للمعلومات المالية دائرة أبحاثها حول تورط رجال أعمال، ينشطون بين الدار البيضاء وطنجة ومراكش، في إنشاء شركات وهمية لتبييض الأموال، وذلك عبر ضخ مبالغ ضخمة من “النوار” في رأسمالها، موضحة أن التحريات الأولية كشفت لجوء المشتبه فيهم إلى البنوك لتمويه هذه العمليات، من خلال الحصول على قروض عقارية يتم سدادها في ما بعد من الأموال غير المصرح بها.

 

وكشفت "هسبريس" نقلا عن مصادر جيدة الاطلاع، أن التستر خلف قروض عقارية منح صبغة قانونية لرأسمال الشركات المعنية، ومكن من تبييض مبالغ ضخمة من الأموال، جار تحديد قيمتها من قبل المراقبين، بالتنسيق مع مصالح المديرية العامة للضرائب.

وأكدت المصادر ذاتها أن شبكات تبييض الأموال، التي ضمت منعشين عقاريين ومحاسبين وبنكيين، اعتمدت حسب النتائج الأولية للأبحاث الجارية على تأسيس شركات صغيرة بادعاء الاستثمار العقاري، خاصة في مجال السكن الخاضع للدعم المباشر، للاستفادة من امتيازات ضريبية وتشجيعات الدولة. وبعد ذلك يتم اقتناء عقارات بمليارات الدراهم باسم هذه الشركات، قبل تجميد نشاطها وتحويلها إلى شركات صورية لتفادي مراقبة الضرائب.

 

وكشفت عن لجوء رجلي أعمال إلى تأسيس خمس شركات عقارية على مدى السنوات الثلاث الماضية، لاستغلالها في تبييض تدفقات مالية من مصادر مجهولة، ومحاولة تضليل أجهزة الرقابة المالية، بعد تشديد المراقبة على الأموال المودعة في الحسابات البنكية الشخصية، والتشدد في تعقب مصادرها ومساراتها.

 

ووفق المصادر ذاتها فقد تأسست الشركات، موضوع التدقيق والتحري، برساميل مبدئية لم تتجاوز 100 ألف درهم، مع تضمين أنظمتها الأساسية أنشطة الاستثمار العقاري، ما سهل ضخ الأموال المشبوهة في “الحسابات الجارية للشركاء” (Comptes courants d’associés) وحسابات هذه الشركات، إما بشكل مباشر أو جزئي، مع استكمال الباقي عبر قروض بنكية تسدد أقساطها لاحقا من الجزء المتبقي من الأموال المراد إدراجها في الدورة التجارية، وهو ما منح الوحدات المستغلة غطاءً قانونيا لرأسمالها.

 

وبحسب المصادر نفسها فقد ركزت مهام التدقيق، على عمليات اقتناء عقارات بمليارات السنتيمات باسم شركتين جديدتين، للاستفادة من امتيازات ضريبية بدعوى إنجاز مشاريع عقارية، موضحة أنه لتفادي انكشاف عمليات غسل الأموال المنظمة يعمد المعنيون إلى شراء العقارات بقروض بنكية بأقساط مرتفعة، تسدد من الأموال المراد تبييضها.

 

وكانت الهيئة الوطنية للمعلومات المالية أحالت ما مجموعه 71 ملفا على وكلاء الملك لدى المحاكم الابتدائية بكل من الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش، وكذا على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، بخصوص غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

 

وأكدت الهيئة في تقريرها السنوي برسم 2023 ارتفاع عدد الملفات المحالة على النيابة العامة بنسبة 31.48 في المائة خلال السنة ما قبل الماضية، علما أن الملفات المرتبطة بأفعال التزوير أو تزييف الكشوفات البنكية أو وسائل الأداء أو وثائق أخرى مثلت ما نسبته 38 في المائة من القضايا المحالة على المحاكم الابتدائية المختصة، والنسبة نفسها في ما يخص حالات النصب والاحتيال.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@