أخر الأخبار

يأمل في الحصول على عفو رئاسي.. ساركوزي قريبا يدخل السجن

طنجاوي

 

من المقرر أن يدخل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في 21 أكتوبر المقبل سجن "لا سانتيه" بباريس، بحسب ما نقلته مصادر مطلعة على الملف. 

 

السؤال المطروح الآن: هل يمكن لساركوزي أن يأمل في الحصول على عفو رئاسي؟ هذا الحق، الموروث من العهد الملكي، منصوص عليه في الدستور ويُعد من اختصاص الرئيس وحده.

 

العفو الرئاسي: تاريخ طويل

 

لم يظهر العفو الرئاسي لأول مرة مع الجمهورية الخامسة، بل هو آلية قديمة في التاريخ الفرنسي، فقد وصف الكاتب والفيلسوف شارل مونتسكيو العفو بأنه "أجمل سمات سيادة الملك"، وكان يُمارس في السابق كحق حياة أو موت، في حقبة الإمبراطورية الرومانية ثم العهد الملكي، أُلغيت هذه الصلاحية خلال الثورة الفرنسية، لكنها أعيدت منذ عهد القنصلية وظهرت في جميع الدساتير التالية.

 

 

في دستور 1958، يُعرف العفو في المادة 17 بأنه "حق" لرئيس الجمهورية، ومنذ تعديل الدستور في 2008 لتحديث المؤسسات، أصبح يُمارس "فردياً" وليس جماعياً، ففي الماضي، كان يمكن منح العفو لمجموعة من السجناء في مناسبات مثل 14 يوليوز أو الأعياد السنوية، وهو ما اعتُبر لاحقاً "انحرافاً عن حق العفو".

 

شروط العفو وكيفية منحه

 

لكي يحصل شخص على العفو، يجب أن يقدم طلباً، سواء هو نفسه أو أحد أفراد أسرته أو محاميه أو صديق أو منتخب أو حتى من قبل النائب العام، بعدها يقرر الرئيس دون الحاجة لتبرير قراره إعفاء الشخص من تنفيذ كامل العقوبة أو أي جزء منها.

 

على عكس العفو العام أو العفو التشريعي، فإن العفو الرئاسي لا يمحو الإدانات من السجل الجنائي ولا يمنع الضحايا من المطالبة بالتعويض، كما أنه ينطبق فقط على العقوبات الجنائية، وليس على العقوبات الإدارية أو المدنية، ويجب أن يكون الشخص قد صدر بحقه حكم بالسجن أو غرامة، وأن تكون إدانته نهائية، وهو ما لم يتحقق بعد في حالة ساركوزي إذا قرر الاستئناف كما أعلن.

 

ممارسة العفو عبر التاريخ

 

مع مرور الوقت، أصبح استخدام العفو الرئاسي أقل شيوعاً، فقد لجأ شارل ديغول كثيراً إلى هذه الصلاحية، بينما منح بعد جورج بومبيدو العفو للآلاف، مقارنة بعشرات قليلة فقط منحها فرانسوا أولاند، ومن بين أبرز الحالات الحديثة: العفو الجزئي لعمر الرداد، البستاني المغربي المتهم بقتل صاحبته، الذي منحه جاك شيراك، والعفو الكلي لجاكلين سوفاج التي قتلت زوجها بالرصاص، والذي منحه فرانسوا أولاند، أما إيمانويل ماكرون، فقد منح العفو مرة واحدة فقط، لعجوز أدينت بالقتل، وكان عفوًا جزئيًا.

 

أسباب تراجع استخدام العفو

 

يُعزى تراجع استخدام العفو إلى عدة عوامل: إلغاء عقوبة الإعدام عام 1981، مما أزال الحاجة إلى آخر حل للمدانين بالموت، وتطور بدائل تخفيف العقوبات التي أتاح للمدانين التوجه للقضاة بدلاً من الرئيس، كما يشير أستاذ القانون ميشيل لاسكومب إلى أن "سيادة الشعب، التي يُفترض أن يمثلها المحلفون، قد يُنظر إليها على أنها تتعرض للتحدي من خلال هذه السيادة الرئاسية".

 

ماذا عن ساركوزي؟

 

أما بالنسبة لساركوزي، أول رئيس سابق من الجمهورية الخامسة يُودع السجن، فقد صدر الحكم ضده نهاية شتنبر لمدة 5 سنوات نافذة، وذلك في إطار محاكمة في قضية أموال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وقال المستشار الخاص السابق لساركوزي، هنري غينو، في تصريح لإذاعة RTL: "الأمر ليس مستحيلاً" أن يحصل الرئيس السابق على عفو رئاسي، من جهته، لم يظهر ساركوزي أي نية لتقديم طلب بهذا الشأن، مؤكداً عبر محاميه جان ميشيل داروا أنه "يريد إثبات براءته".

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@